88

التفسير اللغوي للقرآن الكريم

الناشر

دار ابن الجوزي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢هـ

تصانيف

مدلولِ اللَّفظةِ، وهذا يعني أنَّ تماثلَ المدلولِ في الآيتينِ هو النظائرُ (١). ٤ - وإنه لم يذكر في الوجه الثاني نظيرًا للآيةِ، وهذا يعني أنَّه لا يلزمُ أن يكونَ في كلِّ وجهٍ من الوجوهِ نظائرُ من الآيات. ومن هذا الموضع المنقولِ عن مقاتلٍ (ت:١٥٠) يتحرَّرُ مصطلحُ الوجوهِ والنَّظائرِ، ويكونُ كالآتي: الوجوهُ: المعاني المختلفةُ لِلَّفظةِ القرآنيةِ في مواضعِها من القرآنِ. والنَّظَائِرُ: المواضعُ القرآنيةُ المتعدِّدَةُ للوجهِ الواحدِ التي اتفقَ فيها معنى اللَّفظِ، فيكون معنى اللَّفظ في هذه الآية نظيرَ (أي: شبيه ومثيل) معنى اللَّفظ في الآيةِ الأخرى، واللهُ أعلمُ. بداية الكتابة في هذا العلم: برزتْ كتبُ هذا العلمِ في عهد أتباعِ التَّابعينَ، وقدْ كتبَ فيه منهم: ١ - مقاتلُ بنُ سليمانَ البلخيُّ (ت:١٥٠)، وكتابه: الوجوه والنَّظائر. ٢ - أبو عليِّ الحسينُ بنُ واقدٍ المروزيُّ (ت:١٥٩) (٢)، وكتابه: وجوه القرآن (٣).

(١) ينظر أمثلة أخرى عند مقاتل: الطاغوت (ص:١١٥)، الظلمات والنور (ص:١١٦ - ١١٧)، الظالمين (ص:١١٨)، الطيبات (ص:١٢٤ - ١٢٧). وعند هارون: الظالمين (ص:٩٩)، الطيبات (ص:١٠٩)، صيحة (ص:١٩٩)، آية (ص:٣٣٤). وفي كتاب يحيى بن سلام: الفتنة (ص:١٨٠)، الحكمة (ص:٢٠٢). وفي كتاب: الدامغاني: رحمة (ص:٢٠٠)، الطيبات (ص:٣٠٣). وفي كتاب ابن العماد: أمة (ص:٨٦)، الذكر (ص:١٠١)، الاعتداء (ص:١٢٧). ومن الملاحظ أنه قد يرد التعبير عن النظائر بعبارات؛ منها: «كقوله»، و«مثل قوله»، و«نحو قوله»، و«مثلها». (٢) الحسين بن واقد، أبو علي المروزي، المفسر، المحدث، القاضي، له من الكتب: تفسير القرآن، والناسخ والمنسوخ، ووجوه القرآن، وقد توفي الحسين سنة (١٥٩). ينظر: طبقات المفسرين، للداودي (١:١٦٣ - ١٦٤)، ومعجم المفسرين (١:١٦٢ - ١٦٣). (٣) هو أحد مصادر الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان، ينظر: لوحة (١٠) من النسخة المحمودية في مكتبة المدينة.

1 / 94