الجذور التاريخية لحقيقة الغلو والتطرف والإرهاب والعنف
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
والواقع أن التمسك بنصوص الكتاب والسنة، وفهمها فهما صحيحا يعد عند هؤلاء المتهاونين بأحكام الشريعة الغافلين عنها، غلوا وتطرفا، وذلك بالنظر إلى ما هم عليه من تفريط ظاهر، وقصور في إظهار منهج الإسلام.
ولنأخذ مثالا يوضح ما سبق: فدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية اتهمت من كثير من الناس - بتكفير الناس - الذي هو مظهر من مظاهر الغلو البارزة - أو أنهم خوارج. . . . . . ونحوها من ألقاب تفيد مجاوزة اعتدال الإسلام وسماحته، وينبزونهم بألفاظ هي في الشريعة وصف لأقوام متشددين لا فقه لهم ولا نظر (١) وهي من ذلك براء براءة الذئب من دم يوسف ﵇، لكن ما حيلة من شرق بها إلا ذلك. والملحوظ أن المتمسكين بمدلولات النصوص الشرعية يكونون غلاة متشددين بنسبتهم إلى المفرطين الذين يحملون الإسلام وصفا، وعند نسبتهم إلى ميزان الشريعة لا نجد عندهم معنى التمسك المطلوب، وهو الاستقامة على أحكام الكتاب والسنة.
_________
(١) انظر الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وفيها بحث د. عبد الرحمن عميرة وغيره في: أسبوع الشيخ محمد. المجلد الثاني. وكذا «دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب» للدكتور العبد اللطيف.
1 / 18