الجذور التاريخية لحقيقة الغلو والتطرف والإرهاب والعنف
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
في الواقع لا تلازم بين التمسك بالنصوص والغلو؛ فقد كان الصحابة ﵃ أشدَّ الناس تمسكا واقتضاء لنصوص الشريعة، ومع هذا لم يحصل منهم غلو أو تشديد، خلا في قضايا عينية في حياة النبي ﷺ أرشد ﵊ أصحابه إليها (١) وعلَّمهم وبيّن لهم طريق العبادة المعتدل، فانتهوا. وسببه هو موافقة هذا الاستمساك منهم ﵃ لعلم صحيح، وفهم سليم، وهمة حريصة على العلم والبصيرة، فنجوا من الغلو فضلا عن الاستمرار فيه، لكن لما بعد الناس عن زمان الأفاضل، وصار الدين غريبا، وأطبق الجهل على كثير من أهل الإسلام، صار المتمسك بسنة المصطفى ﷺ العاضُّ عليها بنواجذه منبوذا مُستهزءا به في تلك المجتمعات، وأطلقوا عليه عبارات النبز كالمتزمتين والغالين والمتطرفين والأصوليين والإرهابيين. . . . ونحوها من الألقاب التي روجتها بعض وسائل الإعلام عن أعداء الإسلام!
_________
(١) كما في خبر عبد الله بن عمرو بن العاص ﵁ في إطالة الصوم، المتفق على صحتها. رواها البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب كم يقرأ من القرآن، ومسلم في كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به، رقم (١١٥٩)، وحديث عبد الله بن الشخير في وفد بني عامر وفيه «فقلنا: أنت سيدنا. فقال: السيد الله ﵎) . فقلنا: وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا فقال: «قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان» رواه أبو داود والنسائي بأسانيد جيدة. وما قوله ﵇ ذلك إلا سد لطريق الغلو فيه، انظر: فتح المجيد ٥١٧.
1 / 17