عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين

نايف منير فارس ت. غير معلوم
86

عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين

الناشر

مبرة الآل والأصحاب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

وهذا دليل شجاعة وإقدامٍ وثباتٍ وقوة إيمانٍ ويقينٍ وفروسيةٍ من جعفر ﵃ وأرضاه. وهكذا تركّزت كل مسؤولية جعفر ﵁ في ألا يدع راية رسول الله ﵌ تلامس التراب وهو حيّ، حتى حين تكوَّمت جثته الطاهرة ﵁، كانت سارية الراية مغروسة بين عضدي جثمانه، وتمسَّك بها إلى آخر لحظة في حياته غير مبالٍ بطعنات أعدائه. ثم شق الصفوف عبدالله بن رواحة ﵁ كالسهم متجهًا لحمل الراية، وأخذها وقاتل قتالًا شديدًا حتى استشهد. فعن أنس ﵃: (أن النبي ﵌ نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم) (^١). وعن أبي قتادة فارس رسول الله ﵌ قال: «بعث رسول الله ﵌ جيش الأمراء فقال: عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة الأنصاري، فوثب جعفر فقال: بأبي

(^١) أخرجه البخاري (٤/ ١٥٥٤) رقم (٤٠١٤)، قال ابن إسحاق: «ولما أصيب القوم قال... رسول الله ﵌ فيما بلغني: أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدًا، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدًا، قال: ثم صمت رسول الله ﵌ حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهون، ثم قال: ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدًا، ثم قال لقد رفعوا إلي في الجنة»، أخرجه ابن هشام في السيرة (٢/ ٣٧٩).

1 / 91