عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
رسول الله ﵌ بما يحدث حوله من أحداث شعوب العالم، وكيف لفت انتباه الداعية الصحابي جعفر لأن ينظر في هذه الأحداث ويستغلها، لأن الداعية يحتاج لأن يعرف طبيعة البلد التي يجب أن يدعو فيها، ومن هنا جاء سؤال رسول الله ﵌ لجعفر عن أعجب ما رأى في الحبشة والتي كانت بيئة جعفر ﵁ الدعوية، فهو ﵌ معلِّم البشرية، وجعفر ﵁ صاحبه والمتلقِّي من معلمه الأكبر رسول الله ﵌.
فعن ابن بريدة عن أبيه قال: «لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه رسول الله ﵌ فقال: حدثني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة قال: مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام، فمرَّ بها رجل على فرس فأصابها فرمى به، فجعلت تنظر إليه وهي تعيده في مكتلها، وهي تقول: ويل لك من يوم يضع الملك كرسيه، فيأخذ للمظلوم من الظالم. فضحك رسول الله ﵌ حتى بدت نواجذه فقال: «كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع» (^١) (^٢).
موقعة مؤتة (^٣):
كان رسول الله ﵌ قد أخذ - بعد فتح مكّة - يُراسل ملوكَ العالَم يدعوهم إلى الإسلام، ومنهم ملك بُصرى إذْ أرسل إليه الحرثَ بن عُمَير الأزديّ، فعرض له شُرَحبيلُ بن عمرو فقتله بعد أن عَرَفه أنّه من رُسُل النبيّ ﵌، فكان ذلك بداية للحرب، وموقعة مؤتة.
(^١) غير متعتع: دون أن يصيبه أذى أو ضرر. (^٢) انظر تخريج الحديث تحت عنوان: «الأحاديث الصحيحة في ذكر جعفر ﵁ حديث رقم (١٣). (^٣) مؤتة: قرية من قرى البَلْقاء على حدود الشام، وهي اليوم معروفة في دولة الأُردنّ.
1 / 87