عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين

نايف منير فارس ت. غير معلوم
62

عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين

الناشر

مبرة الآل والأصحاب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

يحضه على حسن جوارهم والدفع عنهم: ألا ليت شعري كيف في النأي جعفر... وعمرو وأعداء العدو الأقارب وهل نالت أفعال النجاشي جعفرا... وأصحابه أو عاق ذلك شاغب تعلم أبيت اللعن أنك ماجد... كريم فلا يشقى لديك المجانب تعلم بأن الله زادك بسطة... وأسباب خير كلها بك لازب وأنك فيض ذو سجال غزيرة... ينال الأعادي نفعها والأقارب (^١) ويدخل كلٌّ من عبد الله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص على النجاشي، فيجدونه جالسًا على كرسيه في وقار مهيب، وتواضع جليل، والأساقفة ورجال الحاشية حوله ينتظرون هذه اللحظة، والمسلمون المهاجرون جلوس أمامه في ساحة مجلسه الفسيح، تغشاهم السكينة، واثقون برحمة الله ونصره، وها هما رسولا قريش يقومان بتحريض النجاشي على المسلمين واتهامهم بالباطل أمام النجاشي، وقد بدأوا كلامهم بما ينفِّر النجاشي منهم: نعم أيها الملك، قد فارقوا دينهم ودين آبائهم حتى أنهم لم يدخلوا في دينك على الرغم من أنهم لجئوا إليك، إنما ابتدعوا دينًا جديدًا، لا نعرفه نحن ولا أنت - أي: فلا هم منا ولا منكم، فليست لكم بهم صلة، وليس عندكم شيءٌ لأجله تحفظونهم أو تراعونهم-، وقد بُعثنا إليك من قِبل أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردَّهم إليهم.

(^١) سيرة ابن هشام (١/ ٣٣٤).

1 / 67