عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
والآن لنعش ونستشعر قصة هجرة جعفر ﵁ إلى الحبشة هو وزوجته وبعض المسلمين الذين أُذن لهم في الهجرة إلى الحبشة مع جعفر ﵁، وأسباب هذه الهجرة، والأحداث التي مرَّ بها جعفر ﵁ وآل بيته في الحبشة.
قال ابن إسحاق: فلما رأى رسول الله ﵌ ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله ومن عمه أبي طالب وأنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء، قال لهم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكًا لا يُظلم عنده أحد (^١)، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجًا فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله ﵌ إلى أرض الحبشة، مخافة الفتنة وفرارًا إلى الله بدينهم فكانت أول هجرة كانت في الإسلام (^٢).
ولعل معرفة الرسول ﵌ واطلاعه على أحوال الأحباش وخصوصيات ملكهم تأتي في سياق العلاقات التجارية لقريش، وقد مضى معنا قول الطبري: «وكانت أرض الحبشة متجرًا لقريش، يتجرون فيها، يجدون فيها رفاغًا من الرزق وأمنًا، ومتجرًا حسنًا» (^٣).
قال ابن إسحاق: ثم خرج جعفر بن أبي طالب ﵁ وتتابع المسلمون حتى اجتمعوا بأرض الحبشة، فكانوا بها، منهم من خرج بأهله معه
(^١) جوَّد الألباني في السلسلة الصّحيحة (٣١٩٠) إسناد الحديث ولفظه مرفوعًا: (إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه). (^٢) سيرة ابن اسحاق (٢/ ١٥٥)، وسيرة ابن هشام (١/ ٣٢١، ٣٢٢). (^٣) انظر: ص (٦٦) هامش (٢).
1 / 65