عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال عمر: آلحبشية (^١) هذه آلبحرية (^٢) هذه؟ قالت أسماء: نعم قال: سبقانكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم فغضبت وقالت: كلا والله كنتم مع رسول الله ﵌ يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار - أو في أرض - البعداء (^٣) البغضاء (^٤) بالحبشة وذلك في الله (^٥) ورسوله ﵌ وايم الله (^٦) لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله ﵌ ونحن كنا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك للنبي ﵌ وأسأله والله ولا أكذب ولا أزيغ (^٧) ولا أزيد عليه. فلما جاء النبي ﵌ قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا؟ قال: «فما قلت له».
قالت: قلت له كذا وكذا قال: «ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم - أهل السفينة - هجرتان». قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالًا يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي ﵌ (^٨).
وكان عمر ﵁ يسألها عن تفسير المنام ونقل عنها أشياء من ذلك ومن
_________
(^١) (آلحبشية) نسبها إلى الحبشة لأنها هاجرت إليها وسكنت فيها.
(^٢) (آلبحرية) أي التي ركبت البحر عند هجرتها.
(^٣) (البعداء) عن الدين جمع بعيد.
(^٤) (البغضاء) للدين جمع بغيض.
(^٥) (في الله) في سبيله وطلب رضاه.
(^٦) (وايم الله) أيمن الله وهو من صيغ القسم.
(^٧) (أزيغ) أميل عن الحق وأبتعد عنه.
(^٨) (أخرجه البخارى (٣/ ١١٤٢)، رقم (٢٩٦٧)، ومسلم (٤/ ١٩٤٦)، رقم (٢٥٠٢).
1 / 32