عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
وورد في الصحيحين أيضًا عن العباس بن عبد المطلب أنه قال للنبي ﵌: «ما أغنيت عن عمك أبي طالب فإنه كان يحوطك (^١) ويغضب لك، فقال: هو في ضحضاح (^٢) من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل» (^٣).
قال ابن حجر: فهذا شأن من مات على الكفر فلو كان مات على التوحيد لنجا من النار أصلا، والأحاديث الصحيحة والأخبار المتكاثرة طافحة بذلك (^٤).
قال ابن حجر: قال المرزباني: مات أبو طالب في السنة العاشرة من المبعث (^٥) وكان له يوم مات بضع وثمانون سنة، وذكر ابن سعد عن الواقدي أنه مات في نصف شوال منها (^٦). وكان مولده ووفاته بمكة (^٧).
وهكذا توفي أبو طالب نتيجة المرض والمعاناة في شعب أبي طالب بعد أن كان مدافعا وصاداًّ لقريش عن رسول الله ﵌ فحزن الرسول لفقده حزنا شديدا، وحزن أكثر لموته على غير الإسلام.
_________
(^١) يحوطك: يصونك ويدافع عنك.
(^٢) ضحضاح: هو الموضع القريب القعر والمعنى أنه خفف عنه شيء من العذاب.
(^٣) أخرجه البخاري (٣/ ١٤٠٩ رقم ٣٦٧٠)، ومسلم (١/ ١٩٥ رقم ٢٠٩)، وفي رواية «ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه» أخرجه البخاري (٥/ ٢٤٠٠، رقم ٦١٩٦)، ومسلم (١/ ١٩٥، رقم ٢١٠).
(^٤) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٧/ ٢٤١).
(^٥) مات أبو طالب قبل أن يهاجر رسول الله ﵌ بثلاث سنين وأربعة أشهر، انظر السيرة لابن حبان (١/ ٣٩).
(^٦) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٧/ ٢٤٢).
(^٧) السيرة لابن حبان (ص ٣٩).
1 / 17