110

عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين

الناشر

مبرة الآل والأصحاب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

أنا أحق بها يا رسول الله، ابنة عمي، وعندي خالتها، والخالة أم، وهي أحق بها من غيرها، وقال زيد: بل أنا أحق بها يا رسول الله، خرجت إليها، وتجشمت السفر، وأنفقت، فأنا أحق بها، فقال رسول الله ﵌: سأقضي بينكما فى هذا وفي غيره، قال علي: فلما قال: وفى غيره، قلت: نزل القرآن في رفعنا أصواتنا، فقال رسول الله ﵌: أما أنت يا زيد بن حارثة، فمولاى ومولاها، قال: قد رضيت يا رسول الله. قال: وأما أنت يا جعفر، فأشبهت خلقى وخلقى، وأنت من شجرتى التي خلقت منها، قال: رضيت يا رسول الله، قال: وأما أنت يا علي، فصفيى وأمينى، وأنت منى وأنا منك، قلت: رضيت يا رسول الله، قال: وأما الجارية فقد رضيت بها لجعفر، تكون مع خالتها، والخالة أم، قالوا: سلمنا يا رسول الله» (^١). وهكذا قضى رسول الله ﵌ بينهم قضاءً عظيمًا فريدًا، فهو ﵌ الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى. وانظر أيضًا إلى التربية النفسية الفريدة لرسول الله ﵌، كلٌ يفضي إلى ابنة حمزة بنسب أو سبب، فكيف يكون القضاء؟ ولابد من أن يقضي لواحدٍ، فكيف يكون لغيره الرضا؟ فقضى بها النبي ﵊ لخالتها، وهي زوجة جعفر ﵁، وقال: «الخالة بمنزلة الأم»، ثم قال لعلي: «أنت مني وأنا منك»، وقال لجعفر: «أشبهت خلقي وخُلقي» وقال لزيد: «أنت أخونا ومولانا»، فأثنى على كل واحد منهم بما طيَّب نفسه

(^١) أخرجه أبو داود (٢/ ٢٨٤)، رقم (٢٢٧٨) وسكت عنه (وقد قال في رسالته لأهل مكة ص (٢٨) ما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض)، والبزار (٣/ ١٠٥)، رقم ٨٩١) واللفظ له، والحاكم (٣/) ٢٣٢، رقم (٤٩٣٩)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٥٩): رجاله ثقات، وصححه الألباني في أبي داود (٢٢٧٨).

1 / 115