أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
هو طريق واحد لا يتعدد ولا يتغير، كما قال ربنا - جل وعلا -: " وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " (الانعام: ١٥٣) فوحد سبيله لأنه في نفسه واحد لا تعدد فيه، وجمع السبل المخالفة لأنها كثيرة ومتعددة.
فكن على طريق واحد تصل وهو الطريق إلى الله ﷾ وأصله: الكتاب والسنة وقال رسول الله ﷺ: " انه من يعش بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ، واياكم ومحدثات الأمور، فان كل محدثة بدعة وكل ضلالة في النار " [صححه الألباني] وقال ﷺ: " تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى " [أحمد والترمذى وقال حسن غريب] فاسلك الطريق الواحد وإذا سلكته فلا تغير ولا تبدل لئلا تطرد .. لا تتلون ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله .. اللهم نجنا من مضلات الفتن.
لما جاء حذيفة بن اليمان الموت جلس عبدالله بن مسعود عند رأسه وقال له: أوصنى، فقال له: ألم يأتك اليقين؟ قال: بلى وعزة ربى، فقال حذيفة: واياك والتلون، فان دين الله واحد.
ومن التلون: استحلال الحرام، قال العلماء: الفتنة أن تستحل ما كنت تراه حراما.
1 / 84