أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
نفسك بخطوة تصل إلى المطلوب، فلابد من عبور جسر النفس، شهواتها، ملذاتها، أهوائها، آمالها .. لابد أن تعبر مرحلة " نفسى وما تشتهى " لتصل عبر جسر نفسك إلى ما يرضى ربك.
ويزيدك بصيرة في الامر قول ابن القيم ﵀ في طريق الهجرتين:
" وكلما سكنت نفسه من كلال السير ومواصلة الشد والرحيل، وعدها قرب التلاقى وبرد العيش عند الوصول، فيحدث لها ذلك نشاطا وفرحا وهمة فهو يقول: يا نفس أبشرى فقد قرب المنزل ودنا التلاقى فلا تنقطعى في الطريق دون الوصول فيحال بينك وبين منازل الأحبة، فان صبرت وواصلت السير وصلت حميدة مسرورة جزلة وتلقتك الأحبة بأنواع التحف والكرامات، وليس بينك وبين ذلك الا صبر ساعة، فان الدنيا كلها لساعة من ساعات الاخرة وعمرك درجة من درج تلك الساعة، فالله الله لا تنقطعى في المفازة، فهو - والله - الهلاك والعطب لو كنت تعلمين.
فإن استصعبت عليه فليذكرها ما أمامها من أحبابها، وما لديهم من الاكرام والانعام، وما خلفها من أعدائها وما لديهم من الاهانة والعذاب وأنواع البلاء، فان رجعت فإلى أعدائها رجوعها، وان تقدمت فإلى أحبابها مصيرها، وان وقفت في طريقها أدركها أعداؤها. فانهم وراءها في الطلب. ولابد لها من قسم من هذه الاقسام الثلاثة فلتختر أيها شاءت
1 / 46