أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
بزيت الاخبات والا تعلقت بهم تلك الموانع، وتشبثت بهم تلك القواطع وحالت بينهم وبين السير.
فان أكثر السائرين فيه رجعوا على اعقابهم لما عجزوا عن قطعه واقتحام عقباته، والشيطان على قلة ذلك الجبل يحذر الناس من صعوده وارتفاعه ويخوفهم منه. فيتفق مشقة الصعود وقعود ذلك المخوف على قلته وضعف عزيمة السائر ونيته فيتولد من ذلك: الانقطاع والرجوع والمعصوم من عصمه الله. وكلما رقى السائر في ذلك الجبل اشتد به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه، فاذا قطعه وبلغ قلته انقلبت تلك المخاوف كلهن أمانا، وحينئذ يسهل السير، وتزول عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها ويرى طريقا واسعا آمنا يفضى به إلى المنازل والمناهل، وعليه الاعلام وفيه الاقامات، قد أعدت لركب الرحمن.
فبين العبد وبين السعادة والفلاح: قوة عزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس وثبات قلب، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ".
فالنفس أمارة بالسوء، داعية إلى المهالك طامحة إلى الشهوات ولذا فهى أيضا جسر لابد من عبوره .. أتى رجل إلى أبى على الدقاق فقال: قطعت إليك مسافة، فقال: ليس هذا الامر بقطع المسافات، فارق
1 / 45