السنة المفترى عليها
الناشر
دار الوفاء،القاهرة،دار البحوث العلمية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
«فإنَّ القرآن والسُنَّة وحي من الله تعالى، يفسِّرُ بعضُها بعضًا، ويدل كل منهما على صدق الآخر.
وقد جعل الله سُنَّة رسوله ﷺ، بيانًا للقرآن، وتطبيقاته في كل قول وعمل من أقوال الرسول وأعماله، ليكون الرسول هو الأسوة الحسنة كما يقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: ٢١].
وقال: ومن الدلائل الكبرى على أنَّ القرآن والسُنَّة يفسِّرُ بعضها بعضًا أنَّ القرآن مركب من آيات مرتبة، ترتيبًا معجزًا، حتى يمكننا أنْ نصل إلى جديد من المعاني بكل آية أو بكل جزء من أجزائها، كلما تعدَّدتْ ارتباطاته بالقرآن كله»
وقد أورد الإمام بدر الدين الزركشي فصلًا في كتابه " البرهان في علوم القرآن " (١) تضمَّن إجماع الأمَّة على معاضدة السُنَّة بالقرآن فقال: «اعلم أنَّ القرآن والحديث أبدًا متعاضدان على استيفاء الحق وإخراجه من مدارج الحكمة حتى أنَّ كل واحد منهما يخصِّصُ عموم الآخر ويُبَيِّنُ إجماله، وقد اعتنى بإفراد ذلك بالتصنيف الإمام أبو الحكم بن برجان في كتابه المُسمَّى بـ " الإرشاد "» (٢).
_________
(١) " البرهان في علوم القرآن " للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي: جـ ٢ ص ١٢٩.
(٢) هو الإمام عبد السلام بن عبد الرحمن الإشبيلي المعروف بابن برجان توفي سنة ٦٢٧ هجرية وكتابه " الإرشاد في تفسير القرآن " من نسخة مصوَّرة بمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
1 / 40