الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه
الناشر
المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٨هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
عددًا قليلًا أو كثيرًا، بل ندب شخصًا واحدًا ليسمع حديثه ويؤدي ما سمع، ويشمل ذلك الأحكام والعقائد بما في ذلك إثبات صفات الله تعالى١.
ب- حديث عبد الله بن عمر ﵄ في قصة تحويل القبلة قال: "بينما الناس بقباء في صلاة الصبح، إذ أتاهم آت فقال: إن رسول الله قد أنزل عليه قرآن، وقد أُمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة"٢.
والمصلون في مسجد قباء جماعة من الصحابة وهم أهل سابقة في الإسلام، وأصحاب فقه في الدين، وقد كانوا متجهين إلى قبلة يؤدون فريضة الصلاة، والاستقبال فيها شرط لصحتها، وقد استقبلوا قبلتهم تلك بفرض من الله، ولو كانوا يعتقدون أن خبر الواحد لا يفيد العلم، لما تركوا قبلتهم القديمة إلى قبلة جديدة لم يعلموها إلا بخبر شخص واحد، وهم لم يلقوا رسول الله ﷺ بعدُ، ولم يسمعوا الآية التي نزلت لتحويل القبلة.
وهذا التصرف من أولئك السادة يدل دلالة واضحة -وهم يعيشون في عصر نزول الوحي- أن خبر الواحد الثقة تقوم به الحجة، وهو مفيد للعلم قطعًا، والله أعلم.
والمفرق بين الأحكام والعقيدة من حيث الاستدلال يطالب بنص صحيح وصريح وأنى له ذلك؟!!
جـ- حديث أنس بن مالك في تحريم الخمر قال: "كنت أسقي أبا طلحة وأبا عبيدة بن الجراح وأبي بن كعب شرابًا من بطيخ وتمر، فجاءهم
_________
١ الحديث صحيح متواتر، أخرجه الحميدي في مسنده ١/٤٧، والشافعي في الرسالة ص: ٤٠١، ٤٠٢، وبدائع المنن ١/١٤، وأحمد رقم ٤٥١٧ بتحقيق أحمد شاكر، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ص: ٩٨٨، والترمذي ٥/٣٤، وابن ماجه١/٨٥.
راجع للتفصيل: دراسة نضر الله امرأ سمع مقالتي تأليف الشيخ عبد المحسن العباد، ط المدينة المنورة.
٢ أخرجه مالك في الموطأ ١/٥٠٦، وأحمد ٢/١٦، ١١٣، والبخاري ٨/١٧٣، ١٧٤، ١٧٥، ٣٧٥، و١٣/٢٣٢، ومسلم ١/٨٦.
1 / 41