الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه

محمد أمان الجامي ت. 1415 هجري
12

الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه

الناشر

المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٨هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

هذا اصطلاح جمهور الفقهاء على اختلاف مذاهبهم غالبًا، وقد يتوسع في استعمال السنة حتى تشمل فعل الخلفاء الراشدين المهديين، ويشهد لهذا قوله ﷺ: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"١، إلا أنها إذا أطلقت عند المحدثين تنصرف - غالبًا- إلى أقوال النبي ﵊، وأفعاله وتقريراته. والسنة بهذا المعنى أحد قسمي الوحي الإلهي الذي أوحاه الله إلى نبيه محمد ﷺ، وهي القسم الثاني. فالسنة إذًا صنو القرآن، ومنزلة من عند الله (معنى)، ويشهد لما ذكرنا القرآن الكريم نفسه إذ يقول الله تعالى في حق نبيه ﵊: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾ ٢، والآية كما ترى صريحة في أن كلام الرسول وحديثه فيما يبلغ عن الله من التشريع ليس حديثًاَ عاديًا ينطق به ﵊ كما يشاء، ولكنه كلام ينطق به بوحي من الله، فأمره ﵊ من أمر الله سبحانه، ونهيه من نهيه، وما أحله مثل ما أحل الله، وما حرَّمَه مثل ما حرَّمه الله وهكذا. وأما القسم الأول من قسمي الوحي فهو القرآن الكريم، وهو من عند الله لفظًا ومعنًا، لأنه كلامه الذي خاطب به نبيه محمدًا ﵊، وهو المصدر الأول للعقيدة والشريعة والحجة القاطعة. الفرق بينهما: الفرق بين القرآن والسنة واضح كما يظهر مما ذكرنا آنفًا من حيثية

١ أخرجه أحمد ٤/١٢٦، والدارمي ١/٤٤، وأبو داود ٥/١٤، والترمذي ٥/٤٤، وابن ماجه ١/١٥، ١٦، وابن أبي عاصم في السنة ١/٣١، والحاكم ١/٩٥-٩٧ في حديث طويل من حديث العرباض بن سارية، وصححه الترمذي والحاكم والذهبي والألباني. ٢ سورة النجم آية: ٣، ٤.

1 / 20