النقد والبيان في دفع أوهام خزيران
الناشر
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
فلسطين
تصانيف
فيكون المراد بالرفع هنا رفعًا لا مبالغة فيه؛ دفعًا للمعارضة بين الحديثين، كما ذكر شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في «شرح البخاري» (١)، وذكر العلامة منلا علي القاري في «شرحه على مشكاة المصابيح» (٢) مفسرًا قوله: «أربعوا على أنفسكم» بأرفقوا بها، وأمسكوا عن الجهر الذي يضر بكم (٣)، على أنه لو سلمت إرادة أصل الجهر، فإنه يحتمل أنه لم يكن هناك مصلحة في الرَّفع؛ لما روي أنه كان في غزاة (٤)، ورفع الصوت حينئذ في بلاد العدو يجرُّ بلاءً، والحرب خدعة.
_________
(١) شرحه هذا هو «تحفة الباري على صحيح البخاري»، وقد طبع في اثني عشر مجلدًا بالقاهرة، سنة ١٣٢٦هـ، وسبق أن طبع -أيضًا- فيها سنة ١٣٠٠هـ، وكذا سنة= =١٣١٨هـ، وانظر عنه «إتحاف القاري بمعرفة جهود وأعمال العلماء على صحيح البخاري» (ص ١٢٥-١٢٧) .
(٢) المسمى «مرقاة المفاتيح»، والمنقول فيه (٣/٥٠) .
(٣) في «المرقاة»: «يضركم» .
(٤) ولذا أخرجه البخاري في (مواطن)؛ منها (برقم ٤٢٠٥) تحت (كتاب المغازي) وبوّب عليه بـ (باب غزوة خيبر)، ولفظه هناك عن أبي موسى: «لما غزا رسولُ الله S خيبر، أو قال: لما توجَّه رسول الله ﷺ أشرف الناس على وادٍ، فرفعوا أصواتهم بالتكبير ...» إلخ.
وفي رواية ابن جرير (١٢/٤٨٦ رقم ١٤٧٧٨ - ط. شاكر) الحديث: «كان النبي ﷺ في غزاة ...» .
1 / 31