127

النقد والبيان في دفع أوهام خزيران

الناشر

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

فلسطين

تصانيف

عن الإمام النووي، وبذلك يقعون -أيضًا- في إثم ترك الإنصات، وجهر بعضهم على بعض بالقرآن، ومعلوم أنه منهي عنه، بقوله ﷺ: «أيها الناس، كلكلم يناجي ربَّه، فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة» (١)، خصوصًا وأنَّ البعض من الذين يشتركون في تلك التلاوة لا يحفظون السورة ولا الدعاء (٢)، فيتلقَّفون الكلمات من غيرهم، وهناك التَّشويش والتشويه الذي لا يرضاه اللهُ ولا رسولُه. ومن هذا يتّضح فساد قول خزيران: «واجتماع مسلمي هذه البلاد في مساجدهم تلك الليلة، خالٍ مِن كلِّ منكرٍ وشرٍّ، إنه عبارة عن صلاةٍ، وتلاوةِ قرآن، وتضرّعٍ، ودعاء» .

(١) أخرجه عبد الرزاق (٤٢١٦)، ومن طريقه: أحمد (٣/٩٤)، وعبد بن حميد (٨٨٣) في «مسنديهما»، وأبو داود (١٣٣٢)، والنسائي في «الكبرى» (٨٠٩٢)، وابن خزيمة (١١٦٢)، والحاكم (١/٣١٠-٣١١)، والبيهقي (٣/١١) من حديث أبي سعيد الخدري، قال: اعتكف رسول الله ﷺ في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، وهو في قُبَّةٍ له، = =فكشف السُّتورَ، وقال: «ألا إنّ كلَّكم مناجٍ ربَّه، فلا يؤذينَّ بعضُكم بعضًا، ولا يرفعنّ بعضكُم على بعض بالقراءة»، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. (٢) حتى لو حفظوها، فالذكر بصوت واحد بدعة، وللتفصيل مقام آخر، وانظر «المدخل» (١/٩٠ وما بعد) لابن الحاج، و«رياض الصالحين» (تحت الحديث رقم ٢٥٠ - تعليق شيخنا الألباني)، و«مجلة المنار» (م ٣١/ص ٨، سنة ١٩٣٠م-١٣٤٩هـ)، و«السلسلة الصحيحة» (٥/١٣-١٤)، والله الهادي والواقي.

1 / 127