291

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (١). (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) (٢). وما علينا إذا لم يقتنع المعاندون بعد ظهور الحق الأبلج، فقد قال تعالى لمحمد ﷺ: (إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ) (٣). (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (٤). فيفترون بقولهم: إذا كان الله يهدي من يشاء فلماذا يعذبنا وقد أضلّنا؟ ولوْ تدبّر هؤلاء الزائغون آيات القرآن لوجدوا الجواب واضحًا جليًا، ولعلموا أنه لا سلطان لأحد على ربه، وأن معنى ذلك: هو أن الله يفعل ما يشاء لا ما يشاء غيره، فهو يهدي من يشاء ويضل من يشاء لكن ربنا هو العدل الحكيم سبحانه فلا يهدي إلا من عمل ما يستحق به الهداية، قال تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً) وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) كما أن مشيئة الله العامة لا تُضل إلا من يستحق الضلال، قال تعالى: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ). انتهى (٥).
صاحب كتاب توحيد الخالق في جوابه هذا الطويل مثل كلامه المتقدم اقتصر على الكلام في المشيئة والعلم وليس يذكر خلق الأفعال وهو

(١) غافر، آية: ١٩.
(٢) طه، آية: ٧.
(٣) الشورى، آية ٤٨.
(٤) القصص، آية: ٥٦.
(٥) توحيد الخالق، (ص٣٦٩).

1 / 292