286

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

كلام في القدر
ثم قال صاحب كتاب توحيد الخالق تحت عنوان: (التعذيب والكتابة في اللوح): ويقول بعض المرتابين: إذا كان الله قد كتب علينا في اللوح أننا سنعمل الشر فلماذا يعاقبنا على ما قد كتب علينا؟.
ثم قال صاحب كتاب توحيد الخالق: والجواب واضح وهو أن علم الله السابق الذي كتب في اللوح لم ينزل إلى الأرض لإرغامنا على فعل الشر والخير حتى نحتج بهذا السؤال، فليس لعلم الله السابق وما كُتِب في للوح قوة تسوقنا مُكرَهين إلى فعل الأشياء، بل علم الله السابق صفة انكشاف لما سنعمل بحريتنا لا صفة تغير لأفعالنا، وكل إنسان منا يشعر تمام الشعور أنه يمارس عمله بحرية تامة؛ ويشهد بذلك ما في جسم الإنسان من عضلات إرادية تعمل تحت إرادة الإنسان، وعضلات لا إرادية هي تلك التي لا دخل للإنسان في توجيهها، كعضلة القلب، وعضلات المعدة، ولذلك لا ينبني على أعمال هذه العضلات اللاإرادية أي ثواب أو عقاب.
فإذا علمت أن شخصًا قد مشى إلى عمل من خير أو شر فهل علمك يؤثر فيما عمله الشخص المذكور؟ كذلك فإذا فعلت خيرًا مثلًا،

1 / 287