205

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

(كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء)
وقال صاحب كتاب توحيد الخالق في كتابه ص٣٤٣ على قوله تعالى: (كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء):
بعد أن تمكن الإنسان من الطيران، والصعود إلى السماء، والارتفاع إلى طبقات الجو العليا، عرف أنه كلما ارتفع إلى أعلى قلَّ الأكسجين والضغط الجوي، مما يسبب ضيقًا شديدًا في الصدور، وعملية التنفس، وذلك عين ما تنطق به الآية الكريمة قبل طيران الإنسان بثلاثة عشر قرنًا من الزمان.
قال تعالى: (مَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء) (١).
والحرج: شدة الضيق، والآية تمثل من عمل ما يستحق به أن يعاقبه الله بإضلاله، فمثل حاله عند سماعه الموعظة، وما يتصل بالإسلام، وما يصيبه من ضيق شديد كحال ذلك الذي يتصعد في السماء، وما أدرى الرجل الأمي بتلك الحقيقة التي لا تُعرف إلا من الله لمن تَصَعَّدَ في السماء فهل كانت له طائرة طار بها؟ انتهى.

(١) الأنعام، آية: ١٢٥.

1 / 206