الحد الفاصل بين الإيمان والكفر
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
بنانه *بل يريد الإنسان ليفجر أمامه *يسأل أيان يوم القيامة﴾ (القيامة: ١-٦) .
فالإنسان الذي ﴿يفجر أمامه﴾ أي يلوي في فجوره غير عابيء بشيء هو المكذب بيوم القيامة ﴿يسأل أيان يوم القيامة﴾؟ أي يستبعد وقوع ذلك وما حمله على الانطلاق في المعصية إلا الكفر بيوم القيامة، فكيف يكون مؤمنًا من ينطلق من معاصيه ولا يهتم يومًا ما بأنه مسؤول عما جنت يداه؟.. ومع ذلك فلا نحكم بكفر على مرتكب المعصية ولا المداوم عليها، لأن الندم الذي نشترطه له حتى يكون مؤمنًا لا يطلع عليه إلا عالم السرائر، ولكننا نقول لفاعل المعصية والمداوم عليها: إن لم تندم على فعلتك ولم يتحرك قلبك خوفًا من جريمتك فراجع إيمانك، فإن كنت مؤمنًا فلا بد أن تخاف العقوبة وإن كنت غير ذلك فلن تهتم لها ولن تأبه أخالفت أمر ربك أم لم تخالف.
هذا الذي قدمت هو مضمون الإيمان ولازمه، فالعمل من لوازم الإيمان وهذا قول عامة السلف لهذه الأمة وأما الذين قالوا (لا يستلزم الإيمان العمل ولا يضر معه معصية)، فهم المرجئة الخلفيون الذين جعلوا الإيمان حقيقة مجردة لا واقع لها في الحياة ولا ظل له
1 / 35