المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٩-السنة ٣٥
سنة النشر
١٤٢٣ هـ/٢٠٠٣م
تصانيف
ومن الأمثلة التي ضربها لنا رسول الله ﷺ في دعوة الناس بالحكمة موقفه مع الأعرابي الذي بال في المسجد.
عن أنس بن مالك ﵁ قال: "بينما نحن في المسجد مع رسول الله ﷺ إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله ﷺ: مه مه١، قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تزرموه٢ دعوه" فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله ﷺ، دعاه فقال له: "إنَّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن" أو كما قال رسول الله ﷺ قال: فأمر رجلًا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنَّه عليه"٣.
وعن أبي هريرة ﵁ قال: "قام رسول الله ﷺ في صلاة وقمنا معه فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا، فلما سلم النبي ﷺ قال للأعرابي: "لقد حجرت واسعا" يريد: رحمة الله٤.
وفي رواية أخرى قال: "يقول الأعرابي بعد أن فقه، فقام النبي ﷺ إليَّ بأبي وأمي فلم يسب ولم يؤنب ولم يضرب"٥.
_________
١ مه: كلمة زجر، لسان العرب، لابن منظور، ١٣ /٥٤٢.
٢ لا تزرموه أي لا تقطعوا عليه بوله، والازرام: القطع. انظر شرح النووي على صحيح مسلم، ٣/١٩٠.
٣ صحيح مسلم، ١/٢٣٧، كتاب الطهارة، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد، رقم ٢٨٦، ومعنى شنه عليه: أي صبه عليه.
٤ صحيح البخاري مع الفتح، ١٠/٤٣٨، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، رقم ٦٠١٠.
٥ هذه الرواية عند أحمد في المسند بترتيب أحمد شاكر، برقم ١٠٥٤٠، ٢٠/١٣٤.
1 / 161