أوضح التفاسير
الناشر
المطبعة المصرية ومكتبتها
رقم الإصدار
السادسة
سنة النشر
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
تصانيف
﴿فَجَعَلْنَاهَا﴾ أي جعلنا هذه العقوبة، أو هذه المسخة، أو هذه الآية ﴿نَكَالًا﴾ عبرة وعظة. يقال: نكل به تنكيلًا: إذا صنع به صنيعًا يحذر به غيره ﴿وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا﴾ ﴿لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا﴾ أي لمعاصريهم ومن بعدهم، أو للسابقين واللاحقين
﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ﴾ حين وجدوا قتيلًا من بينهم؛ ولم يعلموا قاتله فسألوه أن يدلهم عليه. ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً﴾ وحكاية ذلك: أن رجلًا موسرًا قتله بنو عمه ليرثوه، وطرحوه عند باب المدينة، ثم جاءوا يطالبون بديته؛ فأمرهم الله تعالى أن يذبحوا بقرة، ويضربوا القتيل ببعضها؛ فيحيا ويخبرهم بقاتله. فضربوه بذنبها، فحي وقال: قتلني فلان وفلان - يريد ابني عمه - فاقتص منهما، وحرما ميراثه.
﴿فَارِضٌ﴾ طاعنة في السن ﴿عَوَانٌ﴾ وسط في السن ﴿لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ﴾
﴿فَاقِعٌ لَّوْنُهَا﴾ شديد الصفرة
﴿لاَّ ذَلُولٌ﴾ أي لم تذلل للعمل ﴿مُسَلَّمَةٌ﴾ سالمة من العيوب ﴿لاَّ شِيَةَ فِيهَا﴾ لا علامة
﴿فَادَّارَأْتُمْ﴾ أصلها: فتدارأتم؛ أي تدافعتم في الخصومة، وتستر بعضكم وراء بعض ﴿وَاللَّهُ مُخْرِجٌ﴾ مظهر ﴿مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ من الجريمة
﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا﴾ أي اضربوا القتيل ببعض البقرة فيحيا، أو اضربوا القاتل ببعض جثة القتيل؛ وهذا يكون مدعاة لاعتراف القاتل ﴿كَذَلِكَ﴾ أي مثل إحياء القتيل أمامكم ﴿يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى﴾ يوم القيامة؛ فتقوم، وتجادل، وتحاسب، وتثاب، وتعاقب؛ وعلى القول الثاني وهو ضرب القاتل ببعض جثة المقتول ﴿يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى﴾ بظهور القاتل، والاقتصاص منه.
﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ أيها اليهود ﴿مِّن بَعْدِ ذلِكَ﴾ أي من بعد أن أظهر الله تعالى ما كتمتموه في أنفسكم من القتل، وبعد أن أراكم كيف يحيي الموتى؛ ومن حق القلوب التي ترى ذلك أن تخضع وتلين؛ ولكن قلوبكم ازدادت قسوة ﴿فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ﴾ في الصلابة والجمود، وعدم الخشوع والفهم ﴿أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ من الحجارة. ⦗١٤⦘ ﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ﴾ إشارة إلى أن من الحجارة ما هو أرق من القلوب القاسية، وأرقى من القلوب الكافرة ﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ أي وإن من الحجارة لما يخشع ويخضع خوفًا منالله؛ قال تعالى: ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا﴾
﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ﴾ حين وجدوا قتيلًا من بينهم؛ ولم يعلموا قاتله فسألوه أن يدلهم عليه. ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً﴾ وحكاية ذلك: أن رجلًا موسرًا قتله بنو عمه ليرثوه، وطرحوه عند باب المدينة، ثم جاءوا يطالبون بديته؛ فأمرهم الله تعالى أن يذبحوا بقرة، ويضربوا القتيل ببعضها؛ فيحيا ويخبرهم بقاتله. فضربوه بذنبها، فحي وقال: قتلني فلان وفلان - يريد ابني عمه - فاقتص منهما، وحرما ميراثه.
﴿فَارِضٌ﴾ طاعنة في السن ﴿عَوَانٌ﴾ وسط في السن ﴿لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ﴾
﴿فَاقِعٌ لَّوْنُهَا﴾ شديد الصفرة
﴿لاَّ ذَلُولٌ﴾ أي لم تذلل للعمل ﴿مُسَلَّمَةٌ﴾ سالمة من العيوب ﴿لاَّ شِيَةَ فِيهَا﴾ لا علامة
﴿فَادَّارَأْتُمْ﴾ أصلها: فتدارأتم؛ أي تدافعتم في الخصومة، وتستر بعضكم وراء بعض ﴿وَاللَّهُ مُخْرِجٌ﴾ مظهر ﴿مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ من الجريمة
﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا﴾ أي اضربوا القتيل ببعض البقرة فيحيا، أو اضربوا القاتل ببعض جثة القتيل؛ وهذا يكون مدعاة لاعتراف القاتل ﴿كَذَلِكَ﴾ أي مثل إحياء القتيل أمامكم ﴿يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى﴾ يوم القيامة؛ فتقوم، وتجادل، وتحاسب، وتثاب، وتعاقب؛ وعلى القول الثاني وهو ضرب القاتل ببعض جثة المقتول ﴿يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى﴾ بظهور القاتل، والاقتصاص منه.
﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ أيها اليهود ﴿مِّن بَعْدِ ذلِكَ﴾ أي من بعد أن أظهر الله تعالى ما كتمتموه في أنفسكم من القتل، وبعد أن أراكم كيف يحيي الموتى؛ ومن حق القلوب التي ترى ذلك أن تخضع وتلين؛ ولكن قلوبكم ازدادت قسوة ﴿فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ﴾ في الصلابة والجمود، وعدم الخشوع والفهم ﴿أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ من الحجارة. ⦗١٤⦘ ﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ﴾ إشارة إلى أن من الحجارة ما هو أرق من القلوب القاسية، وأرقى من القلوب الكافرة ﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ أي وإن من الحجارة لما يخشع ويخضع خوفًا منالله؛ قال تعالى: ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا﴾
1 / 13