الحق المبين في معرفة الملائكة المقربين
الناشر
مطبعة السلام
رقم الإصدار
الأولي
سنة النشر
٢٠٠٧ م
مكان النشر
ميت غمر - مصر
تصانيف
وقد ذكر ابن كثير عن السُدى قال: لما بعث الله الملائكة لقوم لوط أقبلت تمشي في صورة شبان حتى نزلوا علي إبراهيم فتضيفوا، فلما رآهم أجلهم ﴿فَرَاغَ إِلَىَ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ (١) فذبحه فشواه في الرضف وأتاهم به فقعد معهم، وقامت سارة تخدمهم، فذلك حين يقول " وامرأته قائمة " وهو جالس، فلما قربه إليهم قال: " ألا تأكلون "؟ قالوا: أنا لا نأكل طعاما إلا بثمن، قال فإن لهذا ثمنًا، قالوا: وما ثمنه؟ قال: تذكرون اسم الله علي أوله وتحمدونه علي آخره، فنظر جبريل إلى ميكائيل فقال: حق لهذا أن يتخذه ربه خليلا ﴿فَلَمّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنّا أُرْسِلْنَا إِلَىَ قَوْمِ لُوطٍ﴾ (٢) يقول: فلما رآهم لا يأكلون فزع وأوجس منهم خيفة، وقالت سارة
عجبًا لأضيافنا نخدمهم بأنفسنا كرامة لهم وهم لا يأكلون طعامنا؟! ﴿قالوا لا تخف﴾ أي قالوا لا تخف منا إنا ملائكة أرسلنا إلى
قوم لوط لنهلكهم، فضحكت سارة استبشارًا بهلاكهم لكثرة فسادهم وغلظ كفرهم وعنادهم. (٣)
** طعام الملائكة:
طعامهم التسبيح والتهليل والتقديس فعن عبد الله بن عمر ﵁
_________
(١) سورة الذاريات - الآية ٢٦.
(٢) سورة هود - الآية ٧٠.
(٣) مختصر تفسير ابن كثير ٢/ ٢٢٥.
1 / 10