المحجة في سير الدلجة

ابن رجب الحنبلي ت. 795 هجري
17

المحجة في سير الدلجة

محقق

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

تصانيف

العمل لا يوجب النجاة وما أحسن ما قَالَ أبو بكر النهشلي يوم مات داود الطائي وقام ابن -السمَّاك بعد دفنه يثني عليه بصالح عمله ويبكي، والناس يبكونه ويصدقونه عَلَى مقالته ويشهدون بما يثني به عليه، فقام أبو بكر النهشلي فَقَالَ: الفهم اغفر له وارحمه ولا تكله إِلَى عمله. وفي "سنن أبي داود" (١) عن زيد بن ثابت ﵁ مرفوعًا: "لو عَذَّب الله أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالمٍ لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم". وفي "صحيح الحاكم" (٢) عن جابرٍ ﵁: أن رجلًا جاء إِلَى النبيّ ﷺ فَقَالَ: واذُنوباه واذُنوباه. قالها مرتين أو ثلاثًا. فَقَالَ رسول الله ﷺ: "قل: اللَّهم مغفرتُك أوسعُ لى من ذنوبي، ورحمتُكَ أرجى عندي من عملي". فقالها، ثم قَالَ: "عد" فعاد، ثم قَالَ: "عد" فعاد فَقَالَ له: "قم فقد غُفِرَ لك". ذنوبي إن فكَّرتُ فيها كثيرةٌ ... ورحمةُ ربي مِنْ ذنوبي أوسعُ وما طمعي في صالحٍ قد عملتُهُ ... ولكنني في رحمةِ اللهِ أطمعُ ...

(١) برقم (٤٦٩٩). (٢) أخرجه الحاكم في "المستدرك" (١/ ٥٤٣ - ٥٤٤). وقال: حديث رواته عن آخرهم مدنيون ممن لا يعرف واحد منهم بجرح، ولم يخرجاه.

4 / 406