النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح
الناشر
دار سحنون للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
دار السلام للطباعة والنشر
تصانيف
الْحَنَاجِرَ﴾ إلى قوله: ﴿شَدِيدًا﴾. [الأحزاب: ١٠]
وأما الاختلاف عن الأعمش في العدد، فيحمل على أن سفيان روى عنه عدة جميع من تلفظ بالإسلام، وأن أبا حمزة روى عنه عدد المقاتلة خاصة.
وقول حذيفة: «فلقد رأيتنا ابتلينا»، يعني بذلك مدة فتنة أهل مصر حين نزلوا بالمدينة ناقمين على عثمان ﵁، ففتنوا الناس، وأخافوا أهل المدينة، وتعطلت الجماعة في مسجد رسول الله ﷺ مرات.
وقد فرض الشراح هنا احتمالات غير واضحة.
* * *
باب ما ذكر من درع النبي ﷺ وعصاه .... إلخ
فيه قول المِسوَر بن مَخْرَمَةَ لِعَلَيِّ بن حسين بن علي ﵃[٤: ١٠١، ١٦]:
«فَهَلْ أَنْتَ مُعْطِي سَيْفُ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَإِنَّي أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكِ القَوْمُ عَلَيْهِ، وايم اللهُ لَئِنْ أعطيتنيه لَا يَخْلُصُ إِلَيْهِ أَبَدًا، حَتَّى تَبْلُغُ نَفْسِي أَنْ عَلَي بُنٍّ أَبِيٍّ طَالِبِ خُطَبِ اِبْنَةِ أَبِي جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ فَسَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ ﷺ يُخَطِّبُ النَّاسُ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ فَقَالَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ بضْعةٌ مِنِّي وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا ....»» إلخ.
لعل هذا السيف مما تركه الخلفاء بيد فاطمة ﵂ كما تركوا الكساء الذي توفي فيه ﷺ بيد عائشة؛ لأن تركة رسول الله ﷺ لا تورث؛ ولكنها صدقة. فللخليفة أن يخصَّ بعضها لمن يرى أنه أولى بالاختصاص به اختصاص تمليك، بإذن الإمام للمصلحة لا بالإرث.
ولأجل اعتباره ملكًا موروثًا عن فاطمة ﵂ قال حذيفة لعلي بن حسين: «هل أنت معطيَّ سيف رسول الله؟»؛ لأنه يريد عطية تمليك بدليل قوله: «وايم اللهُ لَئِنْ أعطيتنيه لَا يَخْلُصُ إِلَيْهِ أَبَدًا».
وقوله: «فَإِنَّي أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكِ القَوْمُ عَلَيْهِ» أراد بني أمية، أي أن يلحوا عليك في هبته لهم، فيمنعك الحياء منهم، أو الخوف من حقدهم، من ردهم.
ويحتمل أنه أراد أن يغلبوك بدعوى أنه من حقوق الخليفة.
1 / 96