النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

ابن عاشور ت. 1393 هجري
111

النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

الناشر

دار سحنون للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

دار السلام للطباعة والنشر

تصانيف

كتاب المناقب باب نسبة اليمن إلى إسماعيل [٤: ٢١٩، ١١] (منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة). جزم البخاري بأن أسلم من بني إسماعيل ﵇؛ لأنه دل عليه الحديث المخرج هنا، وهو قول النبي ﷺ لقوم من أسلم يتناضلون «ارموا بني إسماعيل» فهذا قاطع في أنهم من بني إسماعيل، وأن أسلم كانوا من عرب اليمن، فهم عدنانيون وليس بقحطانيين، فقول البخاري: «نسبة اليمن إلى إسماعيل» أراد به نسبة بعض أهل اليمن؛ إذ لا دليل على أن جميع عرب اليمن من ذرية إسماعيل ﵇. هذا وإن بعض قبائل العرب العدنانية قد نزلوا بسروات اليمن مثل أنمار وخثعم وبجيله فعدوا في اليمانية بالجوار. وأما سياقة نسبهم، فالمعروف أنهم من أسلم بن أفصى بن عامر بن قمعة بن إلياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. والظاهر أن ذكر حارثة بن عمرو هنا غير جار على المعروف في سياقة النسب؛ لأن حارثة هو ابن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس. وهذا نسب قحطاني، على ولذلك وقع الخلاف في قبائل كثيرة منهم خزاعة، والصحيح أنهم عدنانيون. ومنهم قضاعة وفيهم خلاف قوي. * * * باب علامات النبوءة في الإسلام وقع في حديث عمران بن حصين ﵁ قوله [٤: ٢٣٣، ٥]: (فجمع لها من الكسر) الكسر- بكسر الكاف وفتح السين- جمع كسرة- بكسر فسكون- وهي القطعة من الخبزة، وأصل الكسرة في اللغة: القطعة من الشيء، ثم غلبت في الاستعمال على القطعة من الخبزة؛ ولذلك استغني في الحديث عن تقييدها بأنها من الخبز.

1 / 115