الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة البنغالية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
ثم جاء القرن التاسع عشر، فمن بدايته إلى الخمسينيات كان هناك امتداد لما سبق من سيطرة النظم التقليدية القديمة في السيرة النبوية، فقد أُلفت ثلاثة كتب مهمة، فقد ألف المدعو عبد الحميد كتابًا وسماه "أبهودئي، أبهيرباب، شيش نبي حضرت محمد ﷺ" "النبي حضرة محمد ﷺ وجوده وطلوعه"، وألف منشي شاه خاجا عبد الرحيم كتابًا وسماه" نبي نامه"، كما ألف محمد ظهير الدين كتابًا آخر باسم "سيد المرسلين". هذه الكتب كلها كانت بالنُّظُم التقليدية القديمة.
تقويم هذه الكتب:
لم يكن لدى مصنفي السيرة النبوية باللغة البنغالية في تلك الحقبة الزمنية من مصادر السيرة النبوية الأصيلة إلا نزرٌ يسير، مع قلة الاستفادة منها؛ لعدم وجود من يتقن لغة هذه الكتب، ولهذا نرى أن هذه الكتب التي ألفت باللغة البنغالية في السيرة النبوية والتي كانت بالنظم التقليدي القديم، لم تكن موثقة، بل نلاحظ على أغلب هذه الكتابات الغلو والإطراء، فهم يذكرون أن وجود هذه الكائنات من أجل محمد ﷺ، وأنه أول المخلوقات، وسبب وجود الموجودات، وتكاد تكون هذه الأشياء المحور الأساس لهذه المصنفات، ولعل السبب في ذلك أنهم كانوا مستهدفين من قبل بعض الهندوس الذين كانوا يؤلفون مؤلفات وينشدون أغاني وأشعارًا لإظهار تفوق إلههم بِشْنُو على كل شيء (١)، فأمام هذه التحديات قام هؤلاء بما كانت لديهم من معارف عن الرسول ﷺ، ولم
_________
(١) المصدر السابق (٨/٩٠ـ٩١) .
1 / 11