نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان

سيد حسين العفاني ت. غير معلوم
72

نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان

تصانيف

صومهم، فقال: خابت اليهود والنصارى فقال سليمان (١): ما أدري أسمعه أبو أمامة من رسول الله ﷺ أم شيء من رأيه، ثم انطلق فإذا بقوم أشد شيء انتفاخًا، وأنتنه ريحًا، وأسوأه منظرًا، فقلت: من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء قتلى الكفار، ثم انطلق بي فإذا بقوم أشد شيء انتفاخًا وأنتنه ريحًا كأن ريحهم المراحيض، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزواني، ثم انطلق بي، فإذا أنا بنساء تنهش ثديهن الحيّات، قلت: ما بال هؤلاء؟ قال: هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن، ثم انطلق بي فإذا أنا بالغلمان يلعبون بين نهرين، قلت: مَنْ هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذراري المؤمنين، ثم شرف شرفًا فإذا أنا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جعفر وزيد وابن رواحة، ثم شرفني شرفًا آخر، فإذا أنا بنفر ثلاثة، قلت: من هؤلاء؟ قال: هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينظروني" (٢) . هذا فعل الله بمن تهاونوا في أداء الفرائض، فكيف بمن حرّفوها. وأوّلوا معانيها تأويلًا ما أنزل الله به من سلطان. كيف بمن قالوا بإسقاط التكاليف من الصوفية ودجاجلة الشيعة، والاتحادية وأصحاب وحدة الوجود ودجالهم ابن عربي النكرة عن ابن عباس ﵄ أن النبي ﷺ قال: "أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة جاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليريق دمه" (٣) . قال ابن تيمية: فقوله في هذا الحديث: "ومبتع في الإسلام سنة جاهلية"، يندرج فيه كل جاهلية، مطلقة، أو مقيدة يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو صابئية أو وثنية أو مركبة من ذلك، أو بعضه، أو منتزعة من بعض هذه الملل الجاهلية، فإنها جميعها مبتدعها ومنسوخها صارت جاهلية بمبعث محمد ﷺ، وإن كان لفظ الجاهلية لا يقع غالبًا إلَّا على حال العرب التي كانوا عليها، فإن المعنى واحدًا" (٤) .

(١) الراوي عن أبي أمامة. (٢) رواه ابن خزيمة واللفظ له وإسناده صحيح، ورواه الحاكم مختصرًا (٣/٢٣٧) . (٣) رواه مسلم. (٤) "مهذب اقتضاء الصراط المستقيم" (ص ٩٣، ٩٧) .

1 / 76