فاكتسب وامتحن بالمحنة فاحتسب عروة بن الزبير بن العوام المجتهد المتعبد الصوام (١) .
قال الزهري: "جالست ابن المسيب سبع سنين لا أرى أن عالمًا غيره ثم تحولت إلى عروة ففجرّت به ثبج بحر.
وقال أيضًا: رأيت عروة بحرًا لا تكدره الدلاء" (٢) .
عن هشام بن عروة أن أباه كان يصوم الدهر إلا يوم الفطر ويوم النحر ومات وهو صائم ويعفوا يقولون له أفطر فلم يفطر (٣) .
وعن هشام بن عروة أن أباه كان يسرد الصوم (٤) .
وعن هشام أن أباه وقعت في رجله الآكلة فقال ألا ندعو لك طبيبًا قال إن شئتم فقالوا نسقيك شرابًا يزول فيه عقلك؟ فقال: امضِ لشأنك إن ربي ابتلاني ليرى صبري ما كنت أظن أن خلقًا يشرب ما يزيل عقله حتى لا يعرف به فوضع المنشار على ركبته اليسرى فما سمعنا له حسّا فلما قطعها جعل يقول لئن أخذت، لقد أبقيت ولئن ابتليت لقد عافيت وما ترك جزءه بالقرآن تلك الليلة (٥) .
وكان ورده ربع القرآن كل يوم في المصحف نظرًا يقوم به الليل.
وعن عبد الواحد مولى عروة قال: شهدت عروة بن الزبير قطع رجله من المعضل وهو صائم (٦) .
والله لكأنها الأعاجيب ولا تعجب فإنّ أمه أسماء وأبوه الحواري وجدته صفية وخالته عائشة وجده الصديق.
فما استخبأت في رجل خبيئًا ... كمثل الدين أو حسب عتيق
ذووا الأحساب أكرم من تراث ... وأصبر عند نائبة الحقوق
(١) "الحلية" (٢/١٧٦) . (٢) "السير" (٤/٤٢٥) . (٣) "طبقات ابن سعد" (٥/١٨٠)، و"الزهد" لأحمد (٣٧١)، "صفة الصفوة" (٢/٨٨) . (٤) "صفة الصفوة" (٢/٨٨) . (٥) "سير أعلام النبلاء" (٤/٤٣٠) . (٦) "الحلية" (٢/١٧٨) .
1 / 130