(٨) صوم عبد الله بن عمر
"الإمام القدوة شيخ الإسلام" (١) المتعبد المتهجد، يكفيه قول رسول الله ﷺ: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل" (٢)، وقوله: "إن عبد الله رجل صالح لو كان يكثر الصلاة من الليل" (٣) .
قال عنه نافع: "كان ابن عمر لا يصوم في السفر، ولا يكاد يفطر في الحضر" (٤) .
عن سعيد بن جبير قال: لما احتضر ابن عمر، قال: ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا، يعني الحجاج (٥) .
(٩) صوم أبي أمامة الباهلي
صاحب رسول الله ﷺ.
عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة: أنشأ رسول الله ﷺ جيشا فأتيته، فقلت: يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة، قال: "اللهم سلمهم وغنمهم"، فغزونا، فسلمنا وغنمنا، حتى ذكر ذلك ثلاث مرات، قال: ثم أتيته، فقلت: يا رسول الله، إني أتيتك تترى ثلاث مرات، أسألك أن تدعو لي بالشهادة، فقلت: "اللهم سلمهم وغنمهم"، فسلمنا وغنمنا يا رسول الله، فمرني بعمل أدخل به الجنة، فقال: "عليك بالصوم فإنه لا مثل له" قال: فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخان نهارًا إلا إذا نزل بهم ضيف، فإذا رأوا الدخان نهارًا عرفوا أنه قد اعتراهم ضيف" (٦) .
(١) "سير أعلام النبلاء" (٣/٢٠٤) . (٢) صحيح: رواه البخاري، ومسلم، وأحمد. (٣) صحيح: رواه البخاري، ومسلم وابن ماجة. (٤) "سير أعلام النبلاء" (٣/٢١٥) . (٥) إسناده صحيح: أخرجه ابن سعد (٤/١٨٥)، والذهبي في "السير" (٣/٢٣٢) . (٦) إسناده صحيح على شرط مسلم، أخرجه ابن حبان في "صحيحه"، وابن أبي شيبة، والنسائي، والطبراني، وعبد الرزاق.
1 / 120