السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة
الناشر
مكتبة العبيكان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
تصانيف
أسلم .. في اليوم الذي أسلم فيه .. كيف سيعلم البقية .. ورسول الإِسلام ﷺ يشير عليهم بكتمان دينهم حتى عن أقرب الناس إليهم .. وما كان ﷺ يتصرف هذا التصرف من عنده لولا أنها أوامر الله .. إنه لا ينطق عن الهوى .. فهل سيتصرف بدون أمر الله .. إنها سنة الله في عمل الأسباب وجعل نتائجها على الله .. وهذه بعض الأمثلة التي توضح سريته ﷺ وخوفه على دعاة الإسلام.
حر وعبد
هذا عمرو بن عبسة السلمي .. يمتطى راحلته نحو مكة .. فإذا ما احتضنته شعابها وجبالها .. جد في بحثه عن محمَّد ﷺ وفي ذلك يقول: (أتيت رسول الله ﷺ-في أول ما بعث، وهو بمكة، وهو حينئذ مستخف، فقلت: ما أنت؟ قال ﷺ: أنا نبي. فقلت: وما النبي؟ قال ﷺ: رسول الله. قلت: الله أرسلك؟ قال رسول الله ﷺ: نعم. قلت: بِمَ أرسلك؟ قال ﷺ: بأن تعبد الله وحده لا شريك له، وتكسر الأصنام، وتوصل الأرحام. قلت: نِعْمَ ما أرسلك به، فمن تبعك على هذا؟ قال ﷺ: حر وعبد -يعني أبا بكر وبلال- (١). فكان عمرو بن عبسة يقول: لقد رأيتني وأنا ربع الإسلام) (٢).
يا الله .. رجل غريب لا يضمر إلا خيرًا .. جاء يبحث عن الحق .. فلا يرجع إلى ديار قومه إلا بما جاء يبحث عنه .. ويريد أن يستزيد .. أن يعرف أسماء هؤلاء الأتباع .. فلا يعطي أي اسم رغم أنه لا يخيف فهو ليس من أهل مكة .. لكن الرسول ﷺ يقول له: (عبد وحر) فقط عبد
_________
(١) القائل عمرو بن عبسة وليس رسول الله ﷺ.
(٢) حديث صحيح. رواه مسلم.
1 / 80