السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة
الناشر
مكتبة العبيكان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
تصانيف
عقيدة وحياة للبشر .. ولن تستقيم حياة البشر بالمعجزات ينتظرونها كلما أقعدهم الخمول على قوارع الطرقات .. ستستحيل الحياة انتظار .. وانتظار .. وعيون ترقب المجهول .. لم يخلد نبي .. ومحمَّد-ﷺ سوف يموت .. وبعده ترفع المعجزات .. عندها الأمة أيضًا سوف تموت .. لكن دين الإِسلام لم يمت ولن يموت .. لأنه وضع للبشر لم يكلفهم فوق طاقتهم ... ولم يطالبهم بالمستحيلات .. ولم يدعهم إلى مثاليات .. لا يقول لهم: كونوا ملائكة .. ولا يقول: أنتم شياطن. بل يقول: كونوا بشرًا لكن صالحين .. وفي الطريق عثرات .. والصالحون بشر يعثرون وينهضون .. والإسلام يرفع الإنسان من عثرته .. ولا يرتفع عنه لأنه نزل من أجله .. فبتوفيق الله ثم بجهد رسول الله ﷺ وأصحابه والمسلمين من بعدهم سوف يستمر الإسلام .. سوف ينتصر .. ذلك هو ما أراده الله .. وبضعفهم ينحسر .. ويقبع في زاوية من الأرض كالمشلول.
وهنا وفي بداية الدعوة نبي يتيم .. ودعوة مستهجنة .. وأمة مجنونة بحب أصنامها .. ومواجهتها تعني الموت .. فلا بد للرسول ﷺ من تطبيق منهج ربه .. لا بد أن يحتاط ويتكتم .. يدعو سرًا .. يطرق البيوت ليلًا .. يحمل النور إلى حجراتها .. وهكذا فعل ﷺ .. لقد كان يحدث أبا بكر ﵁ ثم يشير بالكتمان .. وإن دعا .. ويحدث عليًا ﵁ ثم يشير بالكتمان .. وإن دعا .. وكذلك يفعل مع سعد .. مع عمار .. مع أبي ذر .. مع بلال .. مع صهيب .. مع عمرو بن عبسة مع غيرهم .. مع غيرهم ..
إذًا فكيف سيعرف أبو بكر أن غيره قد سبقه .. كيف سيعرف علي أن هناك من دخل في دين الإسلام قبله .. كيف يقول سعد إن هناك من
1 / 79