السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية
الناشر
مكتبة العلوم والحكم
رقم الإصدار
السادسة
سنة النشر
١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
بشارات الأنبياء بمحمد ﷺ:
لقد بشر عيسى ﵇ قومه بشارة صريحة ببعثة محمد ﷺ قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ (١).
وقد وقع التحريف في نسخ التوراة والإنجيل وحذف منها التصريح باسم محمد ﷺ إلا توراة السامرة وإنجيل برنابا الذي كان موجودًا قبل الإسلام وحرمَّت الكنيسة تداوله في آخر القرن الخامس الميلادي، وقد أيدته المخطوطات التي عثر عليها في منطقة البحر الميت حديثًا، فقد جاءت في إنجيل برنابا العبارات المصرحة باسم النبي محمد ﷺ مثل ما جاء في الإصحاح الحادي والأربعين منه ونص العبارة (٢٩ فاحتجب الله وطردهما الملاك ميخائيل من الفردوس ٣٠ فلما التفت آدم رأى مكتوبًا فوق الباب: لا إله إلا الله محمد رسول الله).
وفي موضع آخر منه هذه العبارة (١٦٣: ٧ أجاب التلاميذ يا معلم من عسى أن يكون ذلك الرجل الذي تتكلم عنه الذي سيأتي إلى العالم، أجاب يسوع بابتهاج قلب: إنه محمد رسول الله).
وتتكرر مثل هذه البشارات في إنجيل برنابا في مواضع كثيرة -وهو مطبوع-.
وأما إنجيل لوقا فقد جاء فيه (٢: ١٤) (الحمد لله في الأعالي، وعلى الأرض إسلام، وللناس أحمد)، ولكن مترجميه إلى العربية لم يتوفقوا إلى الترجمة الصحيحة عن السريانية كما حقق ذلك الأستاذ عبد الأحد داؤد.
وجاء في إنجيل يوحنا في الإصحاح السادس عشر: (إن لم أنطلق لا يأتيكم الفار قليط) والفار قليط هو الحامد أو الحماد أو أحمد ونحوها (٢).
(١) الصف ٦. (٢) انظر حجازي: التوارة السامرية، وفاضل صالح السامرائي: نبوة محمد بين الشك واليقين.
1 / 118