الجامع الصحيح للسيرة النبوية
الناشر
مكتبة ابن كثير
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
ونور الله لا يمكن أن تطفئه الأفواه، ولا أن تطمسه النار والحديد، في أيدي العبيد!
وإن خيّل للطغاة البغاة العتاة، ومن يشايعهم، أنهم بالغوا هذا الهدف البعيد!
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)﴾!
وشهادة الله لهذا الدّين بأنه (الهدى ودين الحق) هي الشهادة، وهي كلمة الفصل التي ليس بعدها زيادة!
وقد ظهر الدّين قوّةً وحقيقةً، فدانت له معظم الرقعة المعمورة في الأرض، في مدى قرن من الزمان!
ثم زحف زحفًا سلميًا بعد ذلك إلى قلب آسيا وأفريقيا وغيرهما!
وما يزال يمتدّ بنفسه .. رغم ما يرصد له في أنحاء الأرض من حرب وكيد، ومن تحطيم للحركات الإسلاميّة، على أيدي عملاء السيل المنهمر من الحقد الأعمى على الرسالة والرسول ﷺ!
وما تزال لهذا (الدّين القيّم) أدوار في تاريخ البشريّة يؤدّيها، ظاهرًا بإذن الله تعالى على الدّين كله، تحقيقًا لوعد الله، الذي لا تقف له جهود العبيد المهازيل، مهما بلغوا من القوّة والكيد والتضليل!
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨)﴾ [الفتح]!
1 / 55