158

الجامع الصحيح للسيرة النبوية

الناشر

مكتبة ابن كثير

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

ومكان، فهل يبقى أتباعه ينتظرون الخوارق لينتصروا على أعدائهم، أم يعدّون ما استطاعوا من قوة، كما قرر القرآن الكريم، لينالوا هذا النصر؟ إن سيرة الرسول ﷺ العسكريّة، تثبت بشكل جازم لا يتطرّق إليه الشك، أن انتصاره كان لشجاعته الشخصيّة، وسيطرته على أعصابه في أحلك المواقف، ولقراراته السريعة الحازمة في أخطر الظروف، ولعزمه الأكيد في التشبّث بأسباب النصر، ولتطبيقه كل مبادئ الحرب المعروفة في كل معاركه، تلك العوامل الشخصيّة التي جعلته يتفوّق على أعدائه في الميدان، ولو لم تكن تلك الصفات الشخصيّة المدعومة بقوة الإيمان بالله، لما كُتِب له النصر! ويمتاز الرسول ﷺ عن غيره من القادة في كل زمان ومكان بميزتين مهمتين: الأولى: أنه كان قائدًا عصاميًّا! الثانية: أن معاركه كانت للدفاع عن الدعوة، ولحماية نشر الإسلام، ولتوطيد أركان السلام، لا للعدوان والاغتصاب والاستغلال! وقال: على ذلك يمكن تقسيم حياة الرسول ﷺ من الناحية العسكرّية إلى أربعة أدوار: الأول: دور الحشد! الثاني: دور الدفاع عن العقيدة! الثالث: دور الهجوم! الرابع: دور التكامل!

1 / 163