منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين
تصانيف
سبحانه بقوله: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٦٥)﴾ النساء: ٦٥.
وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ الأحزاب: ٣٦، فقطع ﷾ التخيير بعد أمره وأمر رسوله، فليس لمؤمن أن يختار شيئًا بعد أمره ﷺ ... " (١).
- احتجاج الشيخ بخبر الآحاد (٢):
وكذلك فالشيخ ﵀ يحتج بخبر الآحاد في مسائل الاعتقاد، حيث يقول ﵀: " أحاديث الآحاد الصحيحة قد تفيد اليقين إذا احتفت بالقرائن وأفادت غلبة الظن وعلى كلتا الحالتين يجب الاحتجاج بها في إثبات العقيدة وسائر الأحكام الشرعية ولذلك أدلة كثيرة ... " (٣) (٤).
وتطبيقًا لهذه القاعدة -الالتزام بنصوص الكتاب والسنة- نجد أن الشيخ ﵀ يأخذ بخبر الآحاد في أبواب الاعتقاد، كما هو مذهب السلف وجماهير أهل السنة والجماعة (٥).
_________
(١) زاد المعاد (١/ ٣٧ - ٣٨).
وينظر: الشفا للقاضي عياض، إذ عقد فصلًا في وجوب طاعته ﵊ وآخر في وجوب اتباعه وامتثال سنته والاقتداء بهدية، وثالثًا في الوعيد على مخالفته وعصيان أوامره (٢/ ٦) وما بعدها.
(٢) خبر الآحاد: الآحاد جمع واحد، وخبر الواحد ما يرويه شخص واحد، واصطلاحًا: ما لم يجمع شروط المتواتر.
ينظر: لسان العرب (٣/ ٤٤٨)، نزهة النظر (ص ١٣)، إرشاد الفحول (ص ٤١ - ٤٣).
(٣) مجموعة ملفات الشيخ (ص ١٦٠)، ينظر: شبهات حول السنة للشيخ عبد الرزاق عفيفي ﵀ (ص ٢٧ - ٣٣).
(٤) ولذلك أدلة كثيرة ذكرها أبو محمد على بن حزم في مباحث السنة من كتاب الأحكام في أصول الأحكام (٢/ ٧٨ - ٨٨)، وذكرها ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (١/ ٧٥) وما بعدها، والشافعي في الجزء الثالث من كتابه الرسالة فصل في " الحجة في تثبيت خبر الواحد" (١/ ٤٠١) وما بعدها.
(٥) ينظر: الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي (ص ٧٢)، والتمهيد لابن عبد البر (١/ ٢)،شرح الكوكب المنير لابن النجار الفتوحي (٢/ ٣٥٢)،ولوامع الأنوار البهية (١/ ١٩)، والمسودة في أصول الفقه لآل تيمية (ص ٢٤٨)،ومجموع الفتاوى (٢٠/ ٢٥٩ - ٢٦٣)، ومذكرة في أصول الفقه للشنقيطي (١٠٤ - ١٠٥)، شرح القصيدة ابن القيم لأحمد بن إبراهيم بن عيسى (١/ ٢١٩).
1 / 41