147

منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين

تصانيف

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "والفَقْرُ لِي وَصْفُ ذَاتٍ لاَزِمٌ أبدا ... كَمَا أَنَّ الغِنى أَبدًا وَصْفٌ لَهُ ذَاتِي" (١). وقال ابن القيم ﵀: "وَهُوَ الغَنِيُّ بِذَاتِهِ فَغِنَاهُ ذَا ... تِيٌّ لِهُ كَالجُود وِالإحْسَانِ" (٢). قال الشيخ الهراس: ومن أسمائه الحسنى (الغني)؛ فله سبحانه الغنى التام المطلق من كل وجه؛ بحيث لا تشوبه شائبة فقر وحاجة أصلًا، وذلك لأن غناه وصف لازم له، لا ينفك عنه؛ لأنه مقتضى ذاته، وما بالذات لا يمكن أن يزول؛ فيمتنع أن يكون إلا غنيًا كما يمتنع أن يكون إلا جوادًا محسنًا برًا رحيمًا كريمًا (٣). وقيل: "الواسع: الغني، يقال: فلان يعطي من سعة؛ أي: من غنى وجدة ... " (٤). قال ابن منظور (٥): "الحميد من صفاته ﷾، بمعنى المحمود على كل حال، وهو فعيل بمعنى مفعول" (٦). والحميد هو المحمود المثنى عليه، والله ﷿ هو الحميد بحمده لنفسه أزلًا، وبحمد عباده له أبدًا، والحميد من العباد من حمدت عقائده وأخلاقه وأعماله وأقواله وإن كان لا يخلو أحد عن مذمة ونقص وإن كثرت محامده، فالحميد المطلق هو الله تعالى فهو سبحانه

(١) ينظر: العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية لمحمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي أبو عبد الله (١/ ٣٩١)، طريق الهجرتين لابن القيم (ص ٦)، مدارج السالكين (١/ ٤٤٠). (٢) النونية (٢/ ٧٤). (٣) ينظر: شرح الواسطية (ص ١١٤). (٤) ينظر: اشتقاق أسماء الله (ص ٧٢)،وشرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن علي بن وهف القحطاني (ص ٢٥). (٥) هو: محمد بن مكرم بن على جمال الدين بن منظور صاحب لسان العرب الإمام اللغوي الحجة ولد بمصر وخدم في ديوان الإنشاء بالقاهرة طول عمره وولي قضاء طرابلس، وكان عارفًا بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة، وتوفى بمصر سنة (٧١١ هـ)، قال الذهبي: كان عنده تشيع بلا رفض، ومن مؤلفاته مختصر الأغاني، وجمع في اللغة كتابا سماه لسان العرب جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح والجمهرة جوده ما شاء ورتبه ترتيب الصحاح وهو كبير. ينظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر (٦/ ١٥)، بغية الوعاة للسيوطي (١/ ٢٤٨)، تاج العروس للزبيدي (١/ ٥)، أبجد العلوم للقنوجي (٣/ ١٠). (٦) اللسان (٣/ ١٥٥)، ينظر: جامع الأصول (٤/ ١٨٠).

1 / 147