ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة

عبد الغفار مكاوي ت. 1434 هجري
95

ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة

تصانيف

مهما يكن من شيء فليس هناك دليل قاطع على أن رامبو قد عرف هذه الكتابات أو مارس مثل هذه الطقوس. والمحاولات التي يبذلها البعض ليثبت أن أشعاره نصوص سرية ملغزة كتبت لأصحاب الأسرار ما هي في الحقيقة إلا ضرب من العبث والتجني.

صحيح أن التقريب بين الأدب وبين السحر والكيمياء (بمعناها القديم الذي يقصد منه البحث في العناصر المكونة للأجسام وخصائصها الأولية وتأثير أجسام الكواكب على الأجسام الأرضية وتحويل المعادن الخسيسة إلى معادن نفيسة كالذهب والبحث عن حجر الفلاسفة ... إلخ) أصبح من القرن الثامن عشر شيئا مألوفا، ولكن ينبغي ألا تأخذ هذا مأخذا حرفيا، فالمهم في هذا التقريب هو البحث عن أوجه التقابل بين العمل الشعري والعمل السحري أو الكيميائي. والواقع أن تأكيد هذا التقابل أو التشابه من جانب الشعراء المحدثين إلى اليوم إن دل على شيء فإنما يدل على النزعة الحديثة التي تحاول أن تضع الشعر بين طرفين متباعدين: العقلانية المحضة في جانب، والطقوس السحرية القديمة في جانب آخر.

يقول رامبو في تفسيره لما يريده بكيمياء الكلمة (ضمن مجموعة قصائد فصل في الجحيم): «لقد ابتدعت لون الحروف الصوتية!

A

أسود،

E

أبيض،

I

أحمر،

O

صفحة غير معروفة