ثمرات هذه الآية: أحكام:-
الأول: تأكيد وجوب الجهاد, وأنه لا تسقطه مشقة العطش، والجوع ,والتعب، لكن اختلف المفسرون :
فعن قتادة: هذا خاص برسول الله لا يتخلف أحد عنه إلا لعذر.وأما مع سائر الأئمة فيجوز التخلف إلا لضرورة تحصل فيتخلف أو يطالبه الإمام.
وعن ابن زيد: هذا في أول الإسلام لقلة أهله، فأما الآن فقد كثروا، ويجوز التخلف، وهذا منسوخ بقوله تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة}.
وعن الأوزاعي وابن المبارك: هي لأول أمة وآخرها.
الثاني: أن ما حصل به غيظ الكفار :عد من الجهاد، وأنه يدخل في قوله تعالى: {ولا ينالون من عدو نيلا} وقد حكي عن الهادي -عليه السلام- أنه إذا قصد غيظ الظالم فقط وعرف أنه لا يضره بغير ذلك، قال: هذا مما يثاب عليه، وهو يناسب قوله : ((من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا)).
وعن المؤيد بالله: إن هذا غير مقصود، ولا يثاب عليه، مع تيقن عدم المضرة.
ومما اتفق لي :أني رأيت عابد اليمن وزاهدهم إبراهيم بن أحمد الكينعي-رحمه الله تعالى- وقد حصل نفي الباطنية من بيت غفر وهو يخرب جدرات في مزارع الملاحدة وقال لي: فعلت ذلك للدخول فيما تضمنته الآية :( إن ذلك ليغيظهم ).
الحكم الثالث: أن دخول المدد أرضهم بعد انقضاء الحرب يجعلهم من جملة الغانمين يشاركونهم في الغنيمة، وهذه المسألة قد اختلف فيها العلماء:
فقال القاسم -عليه السلام- وخرجه أبو طالب للهادي، وهو قول مالك والشافعي أن من جاء بعد إحراز الغنيمة لم يشارك الغانمين؛ لأن النعيم يضاف إلى الغانمين لا إلى المدد الواصل بعد الوقعة، وقد قال تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} فلم يستثن إلا الخمس، ولأنه لما فتح خيبر، وكان قد بعث أبان بن سعيد على سرية قبل نجد، ثم قدم أبان إلى خيبر بعد فتحها وطلب أن يقسم له رسول الله فلم يقسم له.
صفحة ٤٨