تسبيح الله ذاته العلية في آيات كتابه السنية

عماد بن زهير حافظ ت. غير معلوم
60

تسبيح الله ذاته العلية في آيات كتابه السنية

الناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

العدد ١١٩-٣٥

سنة النشر

١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

تصانيف

نسبوه إليه"i. مطلب: في بيان الآية بعد التسبيح: جاءت الآية بعد التسبيح بأربعة استدلالات تنزه الله عن الولد فهي بمثابة التعليل للتنزيه. - أما الاستدلال الأول فقد سبق الحديث عنه في المبحث الأول آية سورة البقرة وهو ما حواه قوله تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ وأضاف البيضاوي ii في تفسيره وجهًا آخر للاستدلال من هذه الجملة الكريمة حيث قال: "أنّه من مبدعاته السموات والأرض وهي مع أنّها من جنس ما يوصف بالولادة مبرأة عنها لاستمرارها وطول مدّتها فهو أولى بأن يتعالى عنها"iii. - والاستدلال الثاني يؤخذ من الجملة الثانية في الآية وهي قوله تعالى: ﴿أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ﴾ وابتدأت هذه الجملة باستفهام ليفيد الإنكار لقول المشركين؛ والاستبعاد والاستحالة لاتخاذه ولدًا. أي كيف يكون له ولد ولم تكن له صاحبة؟! فقوله: ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ﴾ حال مؤكِّدة للاستحالة

i تفسير أبي السعود: ج٣ ص١٦٨. ii هو عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي أبو سعيد، أو أبو الخير، ناصر الدين البيضاوي: قاضي، مفسر، علامة، ولد في المدينة البيضاء (بفارس قرب شيراز)، وولي قضاء شيراز مدّة ثم صرف عن القضاء، فرحل إلى تبريز فتوفي بها عام ٦٨٥هـ، من أشهر مؤلفاته: أنوار التنزيل وأسرار التأويل وهو تفسيره وطوالع الأنوار في التوحيد، ومنهاج الوصول إلى علم الأصول. انظر: (البداية والنهاية لابن كثير ج١٣ص٣٢٧؛ بغية الوعاة ص٢٨٦؛ طبقات الشافعية للسبكي ج٥ ص٥٩؛ الأعلام للزركلي: ج٤ ص١١٠) . iii تفسير البيضاوي: ج٢ ص٢٠١.

1 / 77