تسبيح الله ذاته العلية في آيات كتابه السنية
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٩-٣٥
سنة النشر
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
تصانيف
أقول: ولا ريب إنما سميت الصلاة والذكر كذلك لكونهما يتضمّنان تنزيهًا لله وتعظيمًا له من كل سوء ونقيصة.
- ومنها يُقال: السُبُحات ويراد بها مواضع السجود. ويقال أيضًا: سُبُحات وجه الله أي أنواره وجلاله وعظمته. وسُبحة الله: جلاله. والسُبْحة: خرزات للتسبيح تعدّ١.
واستنادًا إلى ما سبق ذكره من أصل كلمة التسبيح في اللغة واستعمالاتها اللغوية والشرعية يمكن أن يُعرَّف التسبيح لله تعالى بأنّه: قول أو مجموع قول مع عمل يدلّ على تعظيم الله تعالى وتنزيهه وبراءته من كل سوء ونقيصة وممّا لا ينبغي أن يوصف به فيما لا يليق بجلاله وكماله٢.والله أعلم.
- وممّا يجدر الإشارة إليه أنّ هذا اللفظ (التسبيح) بمعناه الشرعي لا يصلح إلا لله تعالى ولا يصحّ إطلاقه على غيره؛ إذ إنّ من صفاته ﷿"سُبُّوحٌ قُدُّوس" كما جاءت به السنة المطهرة٣.
_________
١ انظر: لسان العرب لابن منظور ج٢ ص٤٧٣؛ترتيب القاموس المحيط للطاهر الزاوي ج٢ ص٥٠٧.
٢ انظر: تفسير البغوي ج٣ ص٩٢؛التفسير الكبير للفخر الرازي ج٢٠ ص١٤٦؛ تفسير القرطبي ج١٠ ص٢٠٤؛فتح القدير للشوكاني ج٣ ص٢١١؛أضواء البيان للشنقيطي ج٣ ص٣٩٧؛ التحرير والتنوير لابن عاشورج١٥ ص٩_١٠.
٣ انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج١٠ ص٢٠٤. وقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة ﵂ أنّ رسول الله ﷺ كان يقول في ركوعه وسجوده «سُبُوح قُدُوس ربُّ الملائكة والرُّوح» وقال النووي في شرحه له: معنى (سبوح) المبرأ من النقائص والشريك وكل ما لايليق بالإلهية. (كتاب الصلاة: باب ما يقال في الركوع والسجود، حديث ١٩٥ج٣ ص١٢٤) صحيح مسلم بشرح النووي.
1 / 17