تسبيح الله ذاته العلية في آيات كتابه السنية
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٩-٣٥
سنة النشر
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
تصانيف
ومبالغة في النزاهة -أيضًا- وصف العلّو بالكبر؛ وليدلّ على أنّ المنافاة بين ذاته وصفاته ﷿ وبين نسبة الشريك له بلغت في القوة والكمال بحيث لا يشوبها شيء من جنس ما نسبوه إليه١ والمعنى: أي تعاظم عن ذلك -تعالى- تعاظمًا كبيرًا غاية في الكمال لايشوبه شيء من جنس ما نُسب إليه، فإنّ مثل هذه الفرية والبهتان ممّا يتنزه ويترفع عنه مقامه الأسمى٢.
لطيفة: ذكر صاحب محاسن التأويل (القاسمي) ٣ لطيفة بلاغية ههنا فقال: "قال الشهاب: وذِكْرُ العلّو بعد عنوانه بـ (ذي العرش) -في الآية قبلها- في أعلىمراتب البلاغة"٤.
مطلب: في فائدة ذكر تسبيح السموات والأرض ومن فيهن بعد تسبيح الله ذاته:
- بعد تنزيه الله تعالى ذاته العليّة من تلك الفرية الزريّة يذكر سبحانه تسبيح السموات والأرض ومن فيهنّ له بقوله: ﴿تُسَبِّحُ٥ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ
_________
١ انظر: التفسير الكبير للفخر الرازي ج٢٠ ص٢١٧؛ فتح القدير للشوكاني ج٣ ص٢٣٦؛ التحرير والتنوير لابن عاشور ج١٥ ص١١٣.
٢ انظر: محاسن التأويل للقاسمي ج١٠ ص٢٣٢.
٣ هو جمال الدين أو محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق، من سلالة الحسين بن علي ﵁ إمام الشام في عصره علمًا بالدين وتضلعًا من فنون الأدب، مولده ووفاته في دمشق. رحل إلى مصر، وزار المدينة. له مؤلفات أشهرها: محاسن التأويل في التفسير موعظة المؤمنين. ولد عام ١٢٨٣؟ وتوفي عام ١٣٣٢؟. (انظر: الأعلام للزركلي ج٢ ص١٣٥) .
٤ محاسن التأويل للقاسمي ج١٠ ص٢٣٢.
٥ قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم ويعقوب وخلف (تسبح) بتاء جماعة المؤنث، وقرأ الباقون (يسبح) [انظر: النشر في القراءات العشر لابن الجزري ج ٢ ص٣٠٧] .
1 / 35