تزيين الأسواق في أخبار العشاق

الشيخ داود الأنطاكي ت. 1008 هجري
188
رقت شمائله فقلت شمول ... وحوى الجمال فقلت ثم جميل ودنا فما للبين فيه مطمع ... ونأى فما للقرب فيه سبيل أهواه أما خصره فمخفف ... طاو وأما ردفه فثقيل ريان من ماء الشباب مهفهفًا ... أرأيت غصن البان كيف يميل حلو التثني والثنايا لم يزل ... لي منهما العسال والمعسول أحبابنا أن الوشاة كثيرة ... فيكم وأن تصبري لقليل أيخاف قلبي غدركم مع أنه ... جار أقام لديكم ونزيل فأصدّ حتى لا يقال متيم ... وأزور حتى لا يقال ملول وله أيضًا رعى الله من لم يرع لي حق صحبتي ... وسلم من لم يسخ لي بسلامه وفي ذمة الرحمن من ذم صحبتي ... ولم أك يومًا ناقصًا لذمامه وإني على صبري على فرط هجره ... وقرب مغانيه وبعد مرامه يحاول طرفي لحظه في خياله ... ويشتاق سمعي لطفه في كلامه ويوم وقفنا للوداع وقد بدا ... بوجه يحاكي البدر عند تمامه شكوت الذي ألقى فظل مقابلًا ... بكائي وشكوى حالتي بابتسامة فمارق من شكواي غير خدوده ... ولا لأن من نجواي غير قوامه وله أيضًا: كلمني والمدام في فمه ... قد عبقت من حباب مبسمه وراح كالراح في تمايله ... سكران يشتط في تحكمه بالله يا برق هل تحدثه ... عن نار وجدي وعن تضرمه وهل نسيم سرى يبلغه ... رسالة من فمي إلى فمه عجبت من بخله علي وما ... يذكره الناس من تكرمه هم علموه فصار يهجرني ... رب خذ الحق من معلمه وله أيضًا: يا من لعبت به شمول ... ما ألطف هذه الشمائل نشوان يهزه دلال ... كالغصن من النسيم مائل لا يمكنه السلام لكن ... قد حمل طرفه رسائل ما أطيب وقتنا وأهنى ... والعاذل غائب وغافل عشق ومسرة وسكر ... العقل ببعض ذاك زائل كالبدر يلوح في قناع ... والغصن يميل في غلائل والورد على الخدود غصن ... والنرجس في الجفون ذابل والعيش كما أحب صاف ... والأنس بمن أحب كامل مولاي يحق لي بأني ... عن مثلك في الهوى أقاتل لي فيك وقد علمت عشق ... لا يفهم سره الأوائل في حبك قد بذلت روحي ... إن كنت لما بذلت قابل لي عندك حاجة فقل لي ... هل أنت إذا سئلت باذل في وجهك للرضا دليل ... ما تكذب هذه المخايل ما أطلب في الهوى شفيعًا ... لي فيك غنى عن الوسائل ذا العام مضى وليت شعري ... هل يحصل لي رضاء قابل ها عبدك واقف ذليل ... بالباب يمد كف سائل من وصلك بالقليل يرضى ... الطل من الحبيب وابل وقلت وجميعه جناس خطى هواك مازج روحي قبل تكويني ... وأنت ظلما بنار الهجر تكويبي صبرت فيك على أشياء أيسرها ... ذهاب نفسي وقوم عنك تلويني وكلما قلت صحت لي محبتها ... أرى ودادك ممزوجًا بتلوين قد حل عقد اصطباري طول هجرك لي ... وليس غير وصال منك يبريني إذا شممت شذا رياك منتشفًا ... فما نسيم أتى من نحو يبرين وقلت هيفاء كالغصن الرطيب إذا انثنت ... تختال في نوبى حيا ودلال تسبي القلوب بأسرها فجميعهم ... في أسرها لكن يقيد جمالي يا وجهها الحاوي لبهجة روضة ... أنواره أنت العزيز الغالي إذ فيك كل عجيبه ما بين تفا ... ح وورد يانع ولآلي والشهد والخمر والحلال وقرقف ... مع برده يسلي ولست بسالي

1 / 188