تزيين الأسواق في أخبار العشاق

الشيخ داود الأنطاكي ت. 1008 هجري
187
محبوبتي واصلتني ... والهم عني تشتت وذاب قلب حسودي ... لما دنت وتفتت وله أيضًا. وأهيف حياني بطيب وصاله ... ومن ريقه الخمر الحرام حلالي أدار لي الكاسين خمرًا وريقة ... ونزهني عن جفوة وملالي وله أيضًا. تجرد من أحب فقال لي من ... يلوم وأظهر الحسد المكتم أجاد لك الحبيب بلثم جسم ... له كالخز قلت نعم وأنعم التلعفري من قصيدة. رشأ عهده وجفناه والخصر ... وجسمي كلا أراه عليلا أشبهته البدر ونورًا ولكن ... ما حكمته لونًا وخصرًا نحيلا قمر جاعل من القلب والطر ... ف له في سعوده إكليلا كلما ضل عن طريق جفاه ... ظل فيه من الدليل ذليلا بعث الصدغ منه فترة الجفن ... لانذار عاشقيه رسولا وله أيضًا من قصيدة. هذا العذول عليكم ما لي وله ... أنا قد رضيت بذا الغرام وذا الوله شرط المحبة أن كل متيم ... صب يطيع هوى ويعصى عذله يزيد بن معاويه. أليل دجا أم شعرك الفاحم الجعد ... وبدر بدا أم وجهك المشرق السعد ونرجسة هاتيك أم هي مقلة ... وتفاحة ذاك المضرج أم خد نقا برد في فيك هذا منضد ... أبيني لنا أم لؤلؤ ضمه العقد وحقان من عاج لطيفان ركبا ... بصدرك أم ثديان هذان أم نهد ودعصان إذ وليت أم كفل يرى ... وكثبان رمل في الغلائل أم قد وأنك لو عاينت ما بي من الأسى ... لقلت جنون ثابت بك أم وجد إذا ما أتى من نحو أرضك مخبر ... تضوّع من أرجائه المسك والند وقفت فأضجرت الرسولا مسائلًا ... وأنشدته بيتًا له المثل الغرد وحدثتني يا سعد عنهم فزدتني ... شجونا فزدني من حديثك يا سعد وله من قصيدة سلف صدرها في الغيرة. خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني ... رأيت بعيني في أناملها دمي ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها ... بل خبروها بعد موتي بمأثمي وقولوا لها يا منية النفسي أنني ... قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمي لها حكم لقمان وصورة يوسف ... ونغمة داود وعفة مريم ولي حزن يعقوب ووحشة يونس ... وآلام أيوب وحسرة آدم ولما تلاقينا وجدت بناتها ... مخضبة تحكي عصارة عندم فقلت خضبت الكف بعدي وهكذا ... يكون جزءًا المستهام المتيم فقالت وأبدت في الحشى حرق الجوى ... مقالة من في القول لم يتبرم وعيشك ما هذا خضابًا عرفته ... فلا تك بالبهتان والزور متهمي ولكنني لما رأيتك نائبًا ... وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمي بكيت دمًا يوم النوى فمسحته ... بكفي وهذا الأثر من ذلك الدم ولو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بسعدي شفيت النفس قبل التندم ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا ... بكاها فكان الفضل للمتقدم خفاجية الألحاظ مهضومة الحشي ... هلالية العينين طائية الفم منعمة العطاف يجري وشاحها ... على كشح مرتج الروادف أهضم وممشوطة بالمسك قد فاح نشرها ... بثغر كان الدر فيه منظم وله أيضًا من قصيدة طويلة نالت على يدها ما لم تنله يدي ... نقش على معصم أوهت به جلدي كأنه طرق نمل في أناملها ... أو روضة رصعتها السحب بالبرد مليحة لو رأتها الشمس ما طلعت ... من بعد رؤيتها يومًا على أحد سألتها الوصل قالت لا تكن عبثًا ... من رام منا وصالًا مات بالكمد واسترجعت سألت عني فقيل لها ... ما فيه من رق دقت يدًا بيد واستمطرت البيت السابق في الثغر البهاء زهير:

1 / 187