توجيه اللمع
محقق
رسالة دكتوراة - كلية اللغة العربية جامعة الأزهر
الناشر
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م.
مكان النشر
جمهورية مصر العربية
تصانيف
باب: (خبر المبتدأ)
قال ابن جني: وهو كل ما أسندته إلى المبتدأ حدثت به عنه، وهو على ضربين: مفرد وجملة، فإذا كان الخبر مفردًا فهو المبتدأ في المعنى، وهو مرفوع بالمبتدأ، تقول: زيد أخوك، ومحمد صاحبك، فزيد هو الأخ، ومحمد هو الصاحب. فإن اجتمع في الكلام معرفة ونكرة جعلت المبتدأ هو المعرفة، والخبر هو النكرة ٧/ب تقول: زيد جالس، فزيد هو المبتدأ، لأنه معرفة / وجالس هو الخبر، لأنه نكرة. فإن كانا جميعًا معرفتين كنت فيهما مخبرًا، أيهما شئت جعلته المبتدأ، وجعلت الآخر الخبر تقول: زيد أخوك، وإن شئت قلت: أخوك زيد.
ــ
= يستحق إعرابًا، لأن الاسم لا يستحق الإعراب إلا بعد العقد والتركيب. ويدلك على ذلك: أن أسماء العدد وأسماء حروف التهجي إذا سردت متوالية من غير أن تعقد بشيء جاءت موقوفات الأعجاز كقولك واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، ونحو قوله تعالى: ﴿كهيعص﴾، ﴿حم﴾، ﴿عسق﴾، فلأجل ذلك افتقر إلى الخبر، لأنه إذا ركب معه استحق الإعراب.
واعلم أن الجملة من المبتدأ والخبر تسمى «جملة اسمية»، لأن أولها اسم. والجملة من الفعل والفاعل «تسمى فعلية»، لأن أولها فعل، وأما ذكر المبتدأ من جهة التعريف والتنكير فسيأتي ذكره في باب خبر المبتدأ.
واعلم أن من أسماء الشرط والاستفهام ما يقع مبتدأ، كقولك: من يقم أقم معه. ومن أبوك؟ ولا يقع غيره من المرفوعات، لأن عامل المبتدأ معنوي، وعامل غيره من المرفوعات لفظي.
(باب خبر المبتدأ)
قال ابن الخباز: (وهو كل ما أسندته إلى المبتدأ وحدثت [به] عنه والظاهر أن قوله: (وحدثت به عنه) تكرير، لأنه لا يسند إليه إلا وهو حديث عنه، واعلم أن الإسناد أعم من الإخبار، لأن الإسناد يكون إخبارًا وغير إخبار، أمرًا أو نهيًا =
1 / 105