94

توجيه اللمع

محقق

رسالة دكتوراة - كلية اللغة العربية جامعة الأزهر

الناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م.

مكان النشر

جمهورية مصر العربية

تصانيف

باب: (المبتدأ) قال ابن جني: اعلم أن المبتدأ كل اسم ابتدأته، وعربته من العوامل اللفظية، وعرضته لها وجعلته أولًا لثان يكون الثاني خبرًا عن الأول ومسندًا إليه. وهو مرفوع بالابتداء تقول: زيد قائم، ومحمد منطلق، فزيد ومحمد مرفوعان بالابتداء وما بعدهما خبر عنهما. ــ (باب المبتدأ) قال ابن الخباز: من الناس من يرى تقديم الفاعل على سائر المرفوعات، قال شيخنا ﵀: لأن عامله لفظي [وهو] فعل. وأكثرهم يرى تقديم المبتدأ، لأن المبتدأ أول الجملة والفاعل ثاني الجملة. وإنما سمي مبتدأ: لأنه يكون صدر الجملة كقولك: زيد قائم وهذا معنى قوله: ابتدأته. ويريد بالعوامل اللفظية «كان وأخواتها»، «وإن وأخواتها» وظننت وأخواتها. وقوله: (وعرضته لها) أي: جعلته بحيث يصح دخولها عليه، وقوله: (وجعلته أولًا لثان) أي: جئت له بخير. وقوله: (مرفوعان بالابتداء) الابتداء عنده مجموع الأوصاف الثلاثة التي هي تعريه من العوامل اللفظية، وتعريضه لها، وإسناد الخبر إليه. فإن قلت: [لم] لم يكن المبتدأ إلا اسمًا؟ قلت: لأنه مخبر عنه ولا يخبر إلا عن الاسم. فإن قلت: فما رافعه؟ قلت: اختلف النحويون في ذلك. والأقوال فيه خمسة، والذي يقول ابن جني / إنه ارتفع بمجموع الأوصاف الثلاثة. ... ١٩/ب فإن قلت: ولم كان مجموع هذه رافعًا؟ قلت: لأن مجموعها وصف اختص بالأسماء، وكل مختص عامل. وإنما افتقر المبتدأ إلى الخبر، لأنه لو جرد من العوامل اللفظية ولم يخبر عنه لم =

1 / 104