الملحدة المارقة الفجرة وأشباههم من أهل الضلال المعللين أنفسهم بالمحال (1) فيحق على من أنعم الله عليه بمعرفته وهداه لدينه ووفقه لتأمل التدبير في صنعة الخلائق والوقوف على ما خلقوا له من لطيف التدبير وصواب التقدير بالدلالة القائمة الدالة صانعها ان يكثر حمد الله مولاه على ذلك ويرغب إليه في الثبات عليه والزيادة منه فإنه جل اسمه * (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) * (2). (تهيئة العالم وتأليف أجزائه) يا مفضل أول العبر والدلالة على الباري جل قدسه تهيئة هذا العالم وتأليف أجزائه ونظمها (3) على ما هي عليه فإنك إذا تأملت العالم بفكرك
---
= (ثاني ملوك الدولة الساسانية) ومذهبه مزيج من المجوسية والنصرانية، وقد تبعه في معتقده خلق كثير، وبقي قسم كبير منهم في الدور العباسي الأول ثم تسربت آراؤه الى اوروبا وبقية الاقطار الآسيوية. وماني هذا كان راهبا بحران ولد حوالي عام 215 م وقتله بعدئذ بهرام بن هرمز. انظر في ذلك الملل والنحل للشهرستاني ج 2 ص 81 ومروج الذهب ج 1 ص 155، والفهرست ص 456، ومعرب الشاهنامة ج 2 ص 71 والفرق بين الفرق ص 162 و207، والآثار الباقية للبيروني ص 207، وتاريخ الفكر العربي لاسماعيل مظهر ص 39، وحرية الفكر لسلامة موسى ص 55. (1) أي الشاغلين أنفسهم عن طاعة ربهم بأمور يحكم العقل السليم باستحالتها. (2) سورة ابراهيم آية 7. (3) الضمير راجع إلى الأجزاء.
--- [ 12 ]
صفحة ١١