وأما الرواية عن بن عباس فررواها البيهقي ( )، من طريق روح بن المسيب، قال: حدثني عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس في قوله تعالى: { فصل لربك وانحر } ، قال: وضع اليمين على الشمال في الصلاة عند النحر.
وهذه الرواية معلولة بعلل:
الأولى أن في رواته من تكلم فيه، فأما روح بن المسيب، فقال فيه ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات ويقلب الأسانيد ويرفع الموقوفات، وهو أنكر حديثا من غطيف، لا تحل الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا للاختبار ( ).
وقال أبو حاتم: صالح ليس بالقوي ( ).
وقال ابن معين: صويلح ( ). وهذا من ألفاظ الجرح عند المحدثين.
وقال ابن عدي في الضعفاء: يروي عن ثابت ويزيد الرقاشي أحاديث غير محفوظة ( ).
* وفيه عمرو بن مالك النكري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطيء ويغرب ( ).
قال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث ( ). وذكر أنه روى عن أبي الجوزاء أحاديث غير محفوظة ( ).
وقال أبو يعلى: كان ضعيفا ( ).
وذكر ابن حجر أن البخاري كان يضعفه ( ).
الثانية أن فيه انقطاعا بين أبي الجوزاء وابن عباس، فقد قال البخاري عن أبي الجوزاء: في إسناده نظر، قال: ويختلفون فيه ( ).
قال ابن عدي: يروي عن الصحابة، ابن عباس وعائشة وابن مسعود، وأرجو ألا بأس به، ولا تصح روايته عنهم أنه سمع منهم ( ).
وقال أبو زرعة: مرسل ( ). وقال ابن حجر: كان كثير الإرسال ( ).
الثالثة أن المشهور عن ابن عباس أن معنى الآية هو نحر النسك.
قال ابن جرير: حدثني علي، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: ?فصل لربك وانحر?، يقول: اذبح يوم النحر.
صفحة ٧٧